مناهج الفيلم التسجيلي 1 بـ
الثلاثاء مايو 12, 2009 11:19 pm
وأعقب هذا فترة نزاع بين فلاهرتي والشركات المختلفة : أولا : مع شركة مترو حول زيارة أخرى قام بها للبحار الجنوبية، وانتهى النزاع هنا برفضه صراحة إدماج نجوم قصة مختلفة من قصص هوليوود في فيلمه ظلال بيضاء White Shadows ، وتنازله عن الفيلم راضيا لمخرج أكثر تساهلا مع ضميره . ثانيا: ولسبب مشابه ، أوقف العمل في فيلم لشركة فوكس بأسم "رقصة المطر" عن الهنود الحمر في نيومكسيكو، بعد أن قام ببحث تحضيري بواسطة آلة تصوير فوتوغرافي ـ ثم أجرى فلاهرتي بعض التجارب الملونة لإدارة المتاحف بنيويورك، كما أخرج فصلين عن جمال ناطحات السحاب استخدما فيما بعد كخلفية لرقصات ملهى روكسي . |
وأخيرا انطلق فلاهرتي مرة أخرى إلى البحار الجنوبية مع المخرج ميرنو Murnau الألماني الذي كان يعمل من قبل في أستوديوهات الأفلام الروائية ، وهناك أخرجا قصة رومانتيكية عن شاب يعصى محرمات قبيلته ، فتتعقبه نقمة الآلهة. |
فيلم تابو 1931 |
ولقد حوى فيلم تابوTabu كل ما أضفته الطبيعة من جمال على أماكن تصويره ، فالزوارق تلمع في ضوء الشمس ، ورقصات الطقوس الدينية تؤديها فتيات جميلات أمام بحار هادرة ورمال ذهبية . ولكن كان من الواضح أن منهج فلاهرتي في تناول موضوعاته كان موضع خلاف بينه وبين عقلية ميرنو، والذى أكتسب خبرته في الأستوديوهات الروائية ، والنتيجة أن انحدر الفيلم إلى مجرد وصف شاعري جميل لأسطورة قديمة ليس لها أهمية. |
من فيلم تابو |
بعد ذلك سافر فلاهرتي إلى أوروبا حيث أخرج لمجلس التسويق الإمبراطوري E.M.B فيلما عن التقاليد الحرفية في بريطانيا اسمه بريطانيا الصناعية Industrial Britain سنة 1933 . |
بريطانيا الصناعية 1933 |
ثم عهدت إليه شركة جومون البريطانية بإخراج فيلم عن إحدى جزر آران على الشاطئ الأيرلندي ، وقد ظهر فيلم رجل من آران Man of Aran سنة 1934، ليقدم لنا منهج الفيلم التسجيلي الشاعري في أشهر درجاته تطورا ، ففيه حقق فلاهرتي كل رغباته التي راودت عقله منذ نانوك . وقد أنفق فلاهرتي عامين في إنتاج الفيلم ، ووجد في هذه الجزيرة الوعرة موطنا ملائما لمنهجه ، فهي مكان يمكن أن تلحظ فيه الإنسان في فلسفته البدائية للحياة ، ملخصة في صراعه الخارجي ضد عدوه البحر، فالصراع بين الإنسان والطبيعة لم يسبق أن شاهده رواد السينما في ذلك الحين بهذه الجودة ، وإذا كانت هناك فكرتان قد تنازعتا أمرهذا الفيلم ، فقد كانت كل منهما تنشد التحقيق الكامل للموضوع ، فأسماك القرش تجذب المتفرجين إلى شباك التذاكر ، بينما مناظر البحر تستهوي المتفرج العاطفي. ولكن عدم وجود الجانب الروائي المختلق هو على كل حال مبرر قاطع لاعتبار الفيلم من الأفلام التسجيلية ، فالكاميرا فيه تستخدم لكشف جوهر الصراع الدرامي من أجل الوجود. |
رجل من آران 1934 |
هكذا رأينا أن التطور في استخدام المناظر الخارجية في الأفلام الروائية مثل أفلام الغرب والأفلام السياحية عن طريق الملاحظة البسيطة للناس والأشياء والأماكن بشكل وصفي تهيأت له الكاميرا تماما ، وأنه انتقل إلى فلاهرتي مع الموضوع الرومانتيكي الشاعري عن الإنسان وصراعه ضد الطبيعة في البحار النائية عن العالم الحديث . |
- *شذى الورد*اعضاء مميزين
http://www.r-oman.com/vb/images/web/web-7.gif
عدد الرسائل : 1046
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 28/01/2009
رد: مناهج الفيلم التسجيلي 1 بـ
الإثنين مايو 18, 2009 12:53 am
- *زهرة المنتدى*الادارة
[/img] https://i.servimg.com/u/f30/12/70/69/64/rle62511.gif [/img]
عدد الرسائل : 5887
العمر : 31
الموقع : في بلاد الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: مناهج الفيلم التسجيلي 1 بـ
الخميس مارس 04, 2010 10:58 pm
رااااااااااائع شكرا لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى