سؤال وجواب للشيخ سالم العجمى
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:01 am
الحمد لله رب العالمين،
والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد..
فقد أظلنا شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الكريم
الذي يمتن الله ـ سبحانه وتعالى ـ به على عباده بأنواع المنن، فيرفع درجات
الصائمين، ويغفر سيئاتهم، ويجود عليهم بأنواع المنن والكرامات.
هذا الشهر العظيم، الذي تفتح فيه أبواب الجنان،
وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلصون إليه
في غير رمضان من إضلال العباد وإغوائهم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
ومن حرم خيرها فقد حُرم.
قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة
الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب،
ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل
ليلة"[1].
وقال صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر
أمثالها، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،
للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخلوف فم الصائم أطيب عند
الله من ريح المسك"[2].
فعلى المسلم أن يستقبل هذا الشهر بالفرح
والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب
والسيئات، وعلى المسلم أن يُريَ الله من نفسه خيرا في هذا الشهر، وأن يجعله بداية
جديدة له مع ربه، فيسارع بالطاعات، ويحذر السيئات ويجتنبها.
واعلموا أن المقصود من الصوم هو تقوى الله
سبحانه باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وليس المقصود من الصيام ترك الطعام والشراب.
قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على
الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
فالصوم شعبة عظيمة من شعب التقوى، وبها يتقي العبد عذاب الله
وأليم غضبه، ومن هنا فيجب على العبد المسلم أن يكون صيامه خالصاً لوجه الله، لا
يريد به شيئاً من الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"[3].
فلا بد أن يكون مؤمنا به محتسبا أجره عند الله،
وهذا لا يتم إلا بإخلاص الصوم لله وحده، فمَن صام من أجل تخفيف وزنه، أو إراحة
معدته، فليس له من الأجر شيء، بل هو آثم وعلى خطر عظيم، لأنه لم يخلص في صومه لله
بل أشرك في نيته، ونوى في صومه شيئاً من الدنيا.
ولْيكن رمضان مدربا على الأخلاق الفاضلة، مطهراً
من أخلاق السوء، فأكثر من الصلاة وقراءة القرآن والإحسان إلى الفقراء والمحاويج،
وأكثر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وسائر أنواع الذكر
المشروع.
واعلم أيها العبد الذي يرجو رحمة الله أنك إن
أدركت رمضان هذا فلعلك لا تتمه، فضلا أن تبلغ العيد أو رمضان آخر، فاجتهد على نفسك
في فعل الخير، وتذكَّر كم كان لنا من الأحبة ممن كان يعيش بيننا، وهو الآن في قبره
وحيداً موسداً تحت التراب، ليس له رفيق إلا عمله، فاعمل ليوم تكون في مثل حاله، ما
دام في العمر إمهال.
هذا وإنني في هذه الكلمات، والتماسا للأجر،
وحرصا على الفقه في الدين ومعرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الركن العظيم من
أركان الإسلام، فقد عمدت إلى وضع هذه الكلمات بين أيديكم، وجعلتها على هيئة سؤال
وجواب، جمعت فيها تسعة وخمسين سؤالا مما يحتاجه الصائم لإتمام صومه على أكمل وجه،
ومما تكثر حوله الأسئلة من الناس دائماً، وقد قسمتها إلى ستة فصول متفرقة:
الفصل الأول: تنبيهات في مدخل هذا الشهر.
الفصل الثاني: مفسدات الصيام.
الفصل الثالث: أحكام المريض والعاجز عن الصيام.
الفصل الرابع: أحكام المسافر.
الفصل الخامس: أحكام تخص المرأة.
الفصل السادس: أحكام القضاء وصيام ست من شوال.
هذا واللهَ أسأل أن يوفقني وإياكم للنية الصالحة
الخالصة، ولمتابعة الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا
الإخلاص والقبول والفقه في الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد..
فقد أظلنا شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الكريم
الذي يمتن الله ـ سبحانه وتعالى ـ به على عباده بأنواع المنن، فيرفع درجات
الصائمين، ويغفر سيئاتهم، ويجود عليهم بأنواع المنن والكرامات.
هذا الشهر العظيم، الذي تفتح فيه أبواب الجنان،
وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلصون إليه
في غير رمضان من إضلال العباد وإغوائهم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
ومن حرم خيرها فقد حُرم.
قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة
الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب،
ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل
ليلة"[1].
وقال صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر
أمثالها، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،
للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخلوف فم الصائم أطيب عند
الله من ريح المسك"[2].
فعلى المسلم أن يستقبل هذا الشهر بالفرح
والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب
والسيئات، وعلى المسلم أن يُريَ الله من نفسه خيرا في هذا الشهر، وأن يجعله بداية
جديدة له مع ربه، فيسارع بالطاعات، ويحذر السيئات ويجتنبها.
واعلموا أن المقصود من الصوم هو تقوى الله
سبحانه باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وليس المقصود من الصيام ترك الطعام والشراب.
قال تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على
الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
فالصوم شعبة عظيمة من شعب التقوى، وبها يتقي العبد عذاب الله
وأليم غضبه، ومن هنا فيجب على العبد المسلم أن يكون صيامه خالصاً لوجه الله، لا
يريد به شيئاً من الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:
"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"[3].
فلا بد أن يكون مؤمنا به محتسبا أجره عند الله،
وهذا لا يتم إلا بإخلاص الصوم لله وحده، فمَن صام من أجل تخفيف وزنه، أو إراحة
معدته، فليس له من الأجر شيء، بل هو آثم وعلى خطر عظيم، لأنه لم يخلص في صومه لله
بل أشرك في نيته، ونوى في صومه شيئاً من الدنيا.
ولْيكن رمضان مدربا على الأخلاق الفاضلة، مطهراً
من أخلاق السوء، فأكثر من الصلاة وقراءة القرآن والإحسان إلى الفقراء والمحاويج،
وأكثر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وسائر أنواع الذكر
المشروع.
واعلم أيها العبد الذي يرجو رحمة الله أنك إن
أدركت رمضان هذا فلعلك لا تتمه، فضلا أن تبلغ العيد أو رمضان آخر، فاجتهد على نفسك
في فعل الخير، وتذكَّر كم كان لنا من الأحبة ممن كان يعيش بيننا، وهو الآن في قبره
وحيداً موسداً تحت التراب، ليس له رفيق إلا عمله، فاعمل ليوم تكون في مثل حاله، ما
دام في العمر إمهال.
هذا وإنني في هذه الكلمات، والتماسا للأجر،
وحرصا على الفقه في الدين ومعرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الركن العظيم من
أركان الإسلام، فقد عمدت إلى وضع هذه الكلمات بين أيديكم، وجعلتها على هيئة سؤال
وجواب، جمعت فيها تسعة وخمسين سؤالا مما يحتاجه الصائم لإتمام صومه على أكمل وجه،
ومما تكثر حوله الأسئلة من الناس دائماً، وقد قسمتها إلى ستة فصول متفرقة:
الفصل الأول: تنبيهات في مدخل هذا الشهر.
الفصل الثاني: مفسدات الصيام.
الفصل الثالث: أحكام المريض والعاجز عن الصيام.
الفصل الرابع: أحكام المسافر.
الفصل الخامس: أحكام تخص المرأة.
الفصل السادس: أحكام القضاء وصيام ست من شوال.
هذا واللهَ أسأل أن يوفقني وإياكم للنية الصالحة
الخالصة، ولمتابعة الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا
الإخلاص والقبول والفقه في الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى