العزّة و الشجاعة مِن شِيم أهل السنة و الجماعة
الإثنين مايو 17, 2010 12:41 am
بسم الله الرحمن الرحيم
العزّة و
الشجاعة مِن شِيم
أهل السنة و الجماعة
الحمد لله رب
العالمين,و الصلاة والسلام على نبينا محمد, و على آله و صحبه أجمعين.
الحق و العزيزاسمان مِن أسماء الله – عزّ و جلّ – و
أمرنا الله – تبارك و تعالى – أنْنعتزَّ بديننا ,وأنْ
نقول الحق ,و لا نخشى في الله لومة لائم , قالتعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءفَلْيَكْفُرْ "
(29 سورة الكهف)
و قال تعالى :" وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " (53 سورة الأحزاب)
و عاب الله علىمِنْ يكتم الحق خشية الناس , قال تعالى:" أَتَخْشَوْنَهُمْ
فَاللّهُأَحَقُّ
أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ"
(13سورة التوبة)
و قال تعالى
مخاطباًًنبيه – صلى
الله عليه و سلم - :" وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنتَخْشَاهُ "
(37 سورة الأحزاب)
مع أنّه –
صلى الله عليهو سلم
– أشجع الناس , و أخشاهم لله , فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه– قال :" كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أحسن الناس و
كان أجود الناس , و كان أشجع الناس , و لقد فزع أهل
المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبَلالصوت , فتلقاهم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – راجعاًً , وقد سبقهمإلى الصـوت و هو على فرس لأبي طلحة ,عرى في عنقه السيف و هو
يقول : لِمَتُراعوا
, لِمَ تُراعوا "
(رواه مسلم )
و هكذا ربّى
النبي – صلىالله
عليه و سلم – صحابته الكرام على الإقدام و الشجاعة , و عزة النفس , وهذه الصفات الحميدة هي التي أخرجت عبد
الله بن أم مكتوم الأعمى للجهاد , فحمل
الراية فقاتل حتى قُتل , و هي التي أخرجت عمرو بن الجموح الأعرج و هويقول: " إني لأرجو أنْ أطأ بعرجتي هذه
الجنة " فقاتل حتى قُتل "
و ما هذه الصفاتالحميدة إلا نِتاج تربية القدوة الأول – صلى الله عليه و سلم– و قولالحق يحتاج إلىشـهامة و شجاعة لأنهما مِن الصفات الحميدةاللتان تتحققبهما العزة في إحقاق الحق , و إبطال
الباطل , و لو أدّى إلى قتله , و هذاناتج مِن غيرته و حبه و دفاعه عن الإسلام و المسلمين , قال –
صلى الله عليهو
سلم - :" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب , و رجل قام إلى إمام جائرفأمره و نهاه فقتله "
( رواه الحاكم و الحديثحسن )
و هذا الموقف
الشجاع يحتاج إلى علم و أدب , و مراعاة لحقوقولاة الأمور , مِن الـسـرّيـة في النصـيـحة و الأمر و النهي , لقوله – صلىالله عليه و سلم - :" مَنْ أراد أنْ
ينصح لذي سلطان فلا يُبْده علانية , وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك , و إلا كان أدّى الذي عليه " ( رواه أحمد و الحديث صحيح )
فليس مِن الشهامة والشجاعة نصيحة ولاة الأمور علانيةً و
جهراً و تشهيراً مِن فـوق المنـابر وفي الصـحـف و المجلات و البيانات و الإذاعات المسموعة و
المرئية .
عن أسامة بن زيد– رضي الله عنه – أنّه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟
فقال: أتروْن أنيلا
أكلمه إلاّ أُسمعكم ؟ و الله لقد كلمتُه فيما بيني و بينه ما دون أنْأفتح أمراً لا أحبُّ أنْ أكون أول مَن
فتحه "
( متفق عليه )
قال عياض –
رحمه الله - : " مراد أسامة أنّه لا يفتح باب المجاهرة
بالنكير على الإمام لما يخشىمِن عاقـبة ذلك , بل يتلطف به و ينصحه سراً , فذلك أجدر
بالقَبول" ( فتح الباري 13 / 52 )
قال ابن النحاس– رحمه الله - : " و يختار الكلام مع السلطان في الخلـوة على الكلام معهعلى رؤوس الأشهاد , بل يود لو كلمه سراً و نصحه خُفية , مِن غير ثالث لهما "
( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين ص 64 )
هذا منهج
السلففيالشجاعة في مناصحة ولاة الأمور , فلا
تغترّ أيها المسلم بالمهرجين و الغلاةالمـتـنطعيـن من التكفيريين و غيرهم مراعاة للمصالح و
المفاسد .
و للأسف الشديدالبعض من طلبة العلم أصابه مرض الخوف و
الجبن , فهو لا يقوم بواجبه العلمي والدعوي خشية الاستهزاء و السخرية , أو خوفه على ماله و
راتبه , فيتغاضى عنجرائم
و آثام و أخطاء حزبه و قبيلته و صُحبته , فيوقعه هذا المرض فيالسكوت عن إنكار المنكرات التي يرتكبها
بعض الأصدقاء و الأحباب , خشـيةغضـبهم و فقدانهم و فساد علاقتهم و مودتهم , و خوفاً على
المنافـع الحـزبيةو
المـادية التي قد تفوته , إذا قال الحـق أو نصح به .
قال الإمام ابنالقيم – رحمه الله - :" طالب النفوذ إلى
الله و الدار الآخرة , بل إلى علم وصناعة و رئاسة , بحيث يكون رأساً في ذلك مُقتدى به فيه
يحتاج أنْ يكونشجاعاً
مقداماً حاكماً على وهمه , غير مقهور تحت سلطان تخيُّلِه , زاهداًفي كل ما سوى مطلوبه , عاشقاً لما توجه
إليه , عارفاً بطريق الوصول إليه , والطرق القواطع عنه ,مقدام الهمة , ثابت الجأش لا يثنيه عن
مطلوبه لوم لائم , ولا عذل عاذل "
( الفوائد ص 191 )
فيا طالب
العلم , يا مَن يُقتدى بك : كُن
شجاعاً في إحقاق الحق ,و إبطال الباطل , ولا تلتفت للمصالح و الإغراءاتالمادية , فتقع في الذل و الإهانة.
و اعلم أنّ العزة والإباء و الكرامة و الشهامة و الشجاعة
مِن أبرز الخلال التي نادى بهاالإسلام , فكن عزيزاً شهماً شجاعاً , حتى لا تكن مستباحاً
لكل طامع , أوغرضاً
لكل حاقد .
فالمسلم يرفض الذل والهوان للمجترئين عليه , و هو في هذه
الحال مكلَّف أنْ يُبرز قوته , حتىيكسر شوكة المتطاولين و الظالمين , و له في مثل هذا الموقف
أن يعفو عمّنظلمه ,
و هو مقتدر , بعد أن تنتفي علائم الضعف.
قال تعالى:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِوَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" (199
سورة الأعراف)
و قال تعالى :" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (85سورة الحجر)
, قال تعالى :" وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
(22سورة النــور)
و قال تعالى :" وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ"
(134 سورة آل عمران)
و كل هذا حتى
يظل المسلممنتصب
القامة , مرتفع الهامة , لا يذل نفسه , و
لا يقبـل الدنية في ديـنهو دنيـاه , و
لا يعطي فرصة لأحمقحتى
لا يستعلي و يستكبر
.
إنّ اعتزاز
المسلمبربه و دينه
نابع من إيمانه و كرامته .
قال تعالى :" مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَفَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا "(10 سورة فاطر)
و مّنْ ابتغى العزةمِن غير الله , وقع في الذل و الهوان .
قال الإمام ابنالقيم – رحمه الله - :" و الفرق بين
العـفـو و الذل , أنّ العـفو إسـقاطحقك جـوداً و كـرمـاً و إحسـانـاً مع قدرتك على الانتقام ,
فتؤثر التركرغبة في
الإحسان , و مكارم الأخلاق , بخلاف الذل , فإن صاحبه يترك الانتقامعجزاً و خوفاً و مكانة نفس , فهذا
مذموم غير محمود , و لعل المنتقم بالحقأحسن حالاً منه .
قال تعالى :" وَالَّذِينَ
إِذَا أَصَابَهُمُالْبَغْيُ
هُمْ يَنتَصِرُونَ"
(39 سورة الشورى)
فمدحهم بقوتهم على الانتصار لنفوسهم و
تقاضيهم منهاذلك
حتى إذا قدروا على مَن بغى عليهم و تمكنوا مِن استيفاء ما لهم عليه , ندبهم إلى الخُلُق الشريف مِن العفو و الصفح , قال تعالى :"
وَجَزَاءسَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَىاللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ" (40
سورة الشورى)
فذكر المقاماتالثلاثة : العدل وأباحه , و الفضل و ندب
إليه , و الظلم و حرّمه "
( الروح ص 141 - 142 )
فيا طالب
العلم : العفو والصفح
عند المقدرة من أخلاق الأنبياء و الرسل,فكـن شـجاعاً شهماً عزيزاًبين أهـلـك و إخوانك.
كن شجاعا في سؤالأهل العلم فيما أشكل عليك بالدليل
الصحيح .
كن شجاعاً في نصرةالمظلومين و المستضعفين .
كن شجاعاً فيانتسابك لعقيدتك و منهجك .
كن شجاعاً فيتراجعك عن الخطأ إن ظهر لك .
كن شجاعاً فيمواقفك مع أهل الأهواء و البدع مع
مراعاة المصالح و المفاسد.
كن
شجاعاً فيمواقفك
مع الغلاة و المتنطعين و المميعين .
كن شجاعاً فيانتصارك للحق.
كن
شجاعاً في أرائكو
قراراتك مع التأني و عدم العجلة .
فهذه صفات أهلالشهامة و الرجولة من أهل السنة و الجماعة , الذين قاموا
بواجبهم العلني فيتعليمهم
و دعوتهم للناس من غير خوف و لا جبن , لإظهار دين الله – عز و جل– و الاعتزاز به .
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
العزّة و
الشجاعة مِن شِيم
أهل السنة و الجماعة
الحمد لله رب
العالمين,و الصلاة والسلام على نبينا محمد, و على آله و صحبه أجمعين.
الحق و العزيزاسمان مِن أسماء الله – عزّ و جلّ – و
أمرنا الله – تبارك و تعالى – أنْنعتزَّ بديننا ,وأنْ
نقول الحق ,و لا نخشى في الله لومة لائم , قالتعالى:" وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءفَلْيَكْفُرْ "
(29 سورة الكهف)
و قال تعالى :" وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " (53 سورة الأحزاب)
و عاب الله علىمِنْ يكتم الحق خشية الناس , قال تعالى:" أَتَخْشَوْنَهُمْ
فَاللّهُأَحَقُّ
أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ"
(13سورة التوبة)
و قال تعالى
مخاطباًًنبيه – صلى
الله عليه و سلم - :" وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنتَخْشَاهُ "
(37 سورة الأحزاب)
مع أنّه –
صلى الله عليهو سلم
– أشجع الناس , و أخشاهم لله , فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه– قال :" كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أحسن الناس و
كان أجود الناس , و كان أشجع الناس , و لقد فزع أهل
المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبَلالصوت , فتلقاهم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – راجعاًً , وقد سبقهمإلى الصـوت و هو على فرس لأبي طلحة ,عرى في عنقه السيف و هو
يقول : لِمَتُراعوا
, لِمَ تُراعوا "
(رواه مسلم )
و هكذا ربّى
النبي – صلىالله
عليه و سلم – صحابته الكرام على الإقدام و الشجاعة , و عزة النفس , وهذه الصفات الحميدة هي التي أخرجت عبد
الله بن أم مكتوم الأعمى للجهاد , فحمل
الراية فقاتل حتى قُتل , و هي التي أخرجت عمرو بن الجموح الأعرج و هويقول: " إني لأرجو أنْ أطأ بعرجتي هذه
الجنة " فقاتل حتى قُتل "
و ما هذه الصفاتالحميدة إلا نِتاج تربية القدوة الأول – صلى الله عليه و سلم– و قولالحق يحتاج إلىشـهامة و شجاعة لأنهما مِن الصفات الحميدةاللتان تتحققبهما العزة في إحقاق الحق , و إبطال
الباطل , و لو أدّى إلى قتله , و هذاناتج مِن غيرته و حبه و دفاعه عن الإسلام و المسلمين , قال –
صلى الله عليهو
سلم - :" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب , و رجل قام إلى إمام جائرفأمره و نهاه فقتله "
( رواه الحاكم و الحديثحسن )
و هذا الموقف
الشجاع يحتاج إلى علم و أدب , و مراعاة لحقوقولاة الأمور , مِن الـسـرّيـة في النصـيـحة و الأمر و النهي , لقوله – صلىالله عليه و سلم - :" مَنْ أراد أنْ
ينصح لذي سلطان فلا يُبْده علانية , وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك , و إلا كان أدّى الذي عليه " ( رواه أحمد و الحديث صحيح )
فليس مِن الشهامة والشجاعة نصيحة ولاة الأمور علانيةً و
جهراً و تشهيراً مِن فـوق المنـابر وفي الصـحـف و المجلات و البيانات و الإذاعات المسموعة و
المرئية .
عن أسامة بن زيد– رضي الله عنه – أنّه قيل له : ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟
فقال: أتروْن أنيلا
أكلمه إلاّ أُسمعكم ؟ و الله لقد كلمتُه فيما بيني و بينه ما دون أنْأفتح أمراً لا أحبُّ أنْ أكون أول مَن
فتحه "
( متفق عليه )
قال عياض –
رحمه الله - : " مراد أسامة أنّه لا يفتح باب المجاهرة
بالنكير على الإمام لما يخشىمِن عاقـبة ذلك , بل يتلطف به و ينصحه سراً , فذلك أجدر
بالقَبول" ( فتح الباري 13 / 52 )
قال ابن النحاس– رحمه الله - : " و يختار الكلام مع السلطان في الخلـوة على الكلام معهعلى رؤوس الأشهاد , بل يود لو كلمه سراً و نصحه خُفية , مِن غير ثالث لهما "
( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين ص 64 )
هذا منهج
السلففيالشجاعة في مناصحة ولاة الأمور , فلا
تغترّ أيها المسلم بالمهرجين و الغلاةالمـتـنطعيـن من التكفيريين و غيرهم مراعاة للمصالح و
المفاسد .
و للأسف الشديدالبعض من طلبة العلم أصابه مرض الخوف و
الجبن , فهو لا يقوم بواجبه العلمي والدعوي خشية الاستهزاء و السخرية , أو خوفه على ماله و
راتبه , فيتغاضى عنجرائم
و آثام و أخطاء حزبه و قبيلته و صُحبته , فيوقعه هذا المرض فيالسكوت عن إنكار المنكرات التي يرتكبها
بعض الأصدقاء و الأحباب , خشـيةغضـبهم و فقدانهم و فساد علاقتهم و مودتهم , و خوفاً على
المنافـع الحـزبيةو
المـادية التي قد تفوته , إذا قال الحـق أو نصح به .
قال الإمام ابنالقيم – رحمه الله - :" طالب النفوذ إلى
الله و الدار الآخرة , بل إلى علم وصناعة و رئاسة , بحيث يكون رأساً في ذلك مُقتدى به فيه
يحتاج أنْ يكونشجاعاً
مقداماً حاكماً على وهمه , غير مقهور تحت سلطان تخيُّلِه , زاهداًفي كل ما سوى مطلوبه , عاشقاً لما توجه
إليه , عارفاً بطريق الوصول إليه , والطرق القواطع عنه ,مقدام الهمة , ثابت الجأش لا يثنيه عن
مطلوبه لوم لائم , ولا عذل عاذل "
( الفوائد ص 191 )
فيا طالب
العلم , يا مَن يُقتدى بك : كُن
شجاعاً في إحقاق الحق ,و إبطال الباطل , ولا تلتفت للمصالح و الإغراءاتالمادية , فتقع في الذل و الإهانة.
و اعلم أنّ العزة والإباء و الكرامة و الشهامة و الشجاعة
مِن أبرز الخلال التي نادى بهاالإسلام , فكن عزيزاً شهماً شجاعاً , حتى لا تكن مستباحاً
لكل طامع , أوغرضاً
لكل حاقد .
فالمسلم يرفض الذل والهوان للمجترئين عليه , و هو في هذه
الحال مكلَّف أنْ يُبرز قوته , حتىيكسر شوكة المتطاولين و الظالمين , و له في مثل هذا الموقف
أن يعفو عمّنظلمه ,
و هو مقتدر , بعد أن تنتفي علائم الضعف.
قال تعالى:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِوَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" (199
سورة الأعراف)
و قال تعالى :" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (85سورة الحجر)
, قال تعالى :" وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
(22سورة النــور)
و قال تعالى :" وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللّهُ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ"
(134 سورة آل عمران)
و كل هذا حتى
يظل المسلممنتصب
القامة , مرتفع الهامة , لا يذل نفسه , و
لا يقبـل الدنية في ديـنهو دنيـاه , و
لا يعطي فرصة لأحمقحتى
لا يستعلي و يستكبر
.
إنّ اعتزاز
المسلمبربه و دينه
نابع من إيمانه و كرامته .
قال تعالى :" مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَفَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا "(10 سورة فاطر)
و مّنْ ابتغى العزةمِن غير الله , وقع في الذل و الهوان .
قال الإمام ابنالقيم – رحمه الله - :" و الفرق بين
العـفـو و الذل , أنّ العـفو إسـقاطحقك جـوداً و كـرمـاً و إحسـانـاً مع قدرتك على الانتقام ,
فتؤثر التركرغبة في
الإحسان , و مكارم الأخلاق , بخلاف الذل , فإن صاحبه يترك الانتقامعجزاً و خوفاً و مكانة نفس , فهذا
مذموم غير محمود , و لعل المنتقم بالحقأحسن حالاً منه .
قال تعالى :" وَالَّذِينَ
إِذَا أَصَابَهُمُالْبَغْيُ
هُمْ يَنتَصِرُونَ"
(39 سورة الشورى)
فمدحهم بقوتهم على الانتصار لنفوسهم و
تقاضيهم منهاذلك
حتى إذا قدروا على مَن بغى عليهم و تمكنوا مِن استيفاء ما لهم عليه , ندبهم إلى الخُلُق الشريف مِن العفو و الصفح , قال تعالى :"
وَجَزَاءسَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَىاللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ" (40
سورة الشورى)
فذكر المقاماتالثلاثة : العدل وأباحه , و الفضل و ندب
إليه , و الظلم و حرّمه "
( الروح ص 141 - 142 )
فيا طالب
العلم : العفو والصفح
عند المقدرة من أخلاق الأنبياء و الرسل,فكـن شـجاعاً شهماً عزيزاًبين أهـلـك و إخوانك.
كن شجاعا في سؤالأهل العلم فيما أشكل عليك بالدليل
الصحيح .
كن شجاعاً في نصرةالمظلومين و المستضعفين .
كن شجاعاً فيانتسابك لعقيدتك و منهجك .
كن شجاعاً فيتراجعك عن الخطأ إن ظهر لك .
كن شجاعاً فيمواقفك مع أهل الأهواء و البدع مع
مراعاة المصالح و المفاسد.
كن
شجاعاً فيمواقفك
مع الغلاة و المتنطعين و المميعين .
كن شجاعاً فيانتصارك للحق.
كن
شجاعاً في أرائكو
قراراتك مع التأني و عدم العجلة .
فهذه صفات أهلالشهامة و الرجولة من أهل السنة و الجماعة , الذين قاموا
بواجبهم العلني فيتعليمهم
و دعوتهم للناس من غير خوف و لا جبن , لإظهار دين الله – عز و جل– و الاعتزاز به .
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
- نسمة المنتدى ^_^الادارة
عدد الرسائل : 5529
العمر : 30
الموقع : في بلاد الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: العزّة و الشجاعة مِن شِيم أهل السنة و الجماعة
الإثنين مايو 17, 2010 12:55 am
- عاشق الاقصىالادارة
[
عدد الرسائل : 4532
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: العزّة و الشجاعة مِن شِيم أهل السنة و الجماعة
الإثنين مايو 17, 2010 10:00 am
جزاك الله كل خير
رد: العزّة و الشجاعة مِن شِيم أهل السنة و الجماعة
الجمعة مايو 21, 2010 12:49 am
شكرا على المرور الرائع
- عاشق الاقصىالادارة
[
عدد الرسائل : 4532
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: العزّة و الشجاعة مِن شِيم أهل السنة و الجماعة
الجمعة مايو 21, 2010 12:55 am
جزاك الله كل خير اختي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى