أسماء الله الحسنى و مقتضى الحكمة الإلهية
الخميس ديسمبر 30, 2010 9:01 am
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :-
وَلِلّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعةً و تسعين اسما , مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة )
و في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الكرب أسألك بكل اسم هو لك
- سميت به نفسك
- أو أنزلته في كتابك
- أو علمته أحد من خلقك
- أو استأثرت به في علم الغيب عندك
اتفق العلماء ان أسماء الله الكلية لا تُحصى ولا تُعد فهو سبحانه الذي يعلم عددها اما تخصيص بعضها بتسعة و تسعين اسما فالعلة في ذلك والله أعلم أن كل مرحلة من مراحل الخلق يُظهِر فيها الحق سبحانه وتعالى من أسماءه و صفاته ما يناسب الغاية
من وجودها و يحقق كمال الحكمة في تكوينها و يظهر دلائل التوحيد في إبداعها
ففي
مرحلة الدنيا و ما فيها من شهوات واهواء وشبهات واختلاف و تباين في الآراء
و تقليب الامور للإنسان على انواع الإبتلاء و حكمة الله في تكليفه
بالشرائع و الاحكام , في هذه المرحلة تعرف الله إلى عباده بجملة من أسماءه و
صفاته تناسب
حاجة الإنسان و ضرورياته فيبدي لربه أقصى طاقاته و إمكانياته في تحقيق التوحيد بمقتضى هذه الأسماء , تلك الأسماء المعنية بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة و تسعين اسما ماءة إلا واحدا)
ولما
كانت الدنيا دار ابتلاء و محلا لاختيار الكفر و الإيمان و كان الناس فيها
متفاوتين مختلفين آجالا و أرزاقا و اخلاقا منهم الغني و الفقير و الاعمى و
البصير و القوي و الضعيف و الظالم و المظلوم و الحاكم و المحكوم و الكاذب و
الصادق و
المخلص و المنافق إلى غير ذلك من انواع الاخلاق و تنوع الأرزاق و اختلاف السلوكفإن حكمة الله الإلهية تَظهر في تعريف الخلائق ما يناسبهم من أسمائه و صفاته
فالمذنب إن أراد التوبةسيجد لله توابا رحيما-غفورا رحيما
و المظلوم سيجده حقا مبينا حكما وليا نصيرا
والضعيف المقهورسيجد قويا عزيزا جبارا قديرا
والفقير سيجده رزاقا حسيبا مقيتا وكيلا
وهكذا
سيجد العباد من أسماء الله وصفاته ما يناسب حاجتهم و يلبي بغيتهم فالفطرة
التي فطر الله الناس عليها اقتضت أن تلجأالنفوس إلى قوة عليا عند ضعفها و
تطلب غنيا أعلى عند فقرها و توابا رحيما عند ذنبها .
ومن هنا كانت لكل مرحلة من مراحل الخلق التي قدرها الله ما يناسبها من أسمائه وصفاته .
ألا
ترى انه في بدء الخلق أسكن الله آدم وحواء جنة الابتلاء فأكلا من الشجرة و
انكشفت العورة و تطلبت الفطرة فرجا و مخرجا و المخرج في تعريفهم باسماء
الله التي تناسب حالهما و ما يغفر به ذنبهما فعلمهما كلمات هى حقيقتها
أسماء وصفات لله
عز
وجل ,’ علم آدم أن يدعوه باسمه التواب الرحيم كما قال سبحانه وتعالى :
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
وطالما
ان الدنيا خلقت للابتلاء فإن الله عز وجل قد عرفنا بما يناسبنا و يناسبها
من أسماء و قد لا ينفع الدعاء بهذه الاسماء او بعضها في مرحلة آخرى كمرحلة
القيامة فلو دعا المشركون و المخلدون في النار ربهم يوم القيامة بأن يغفر
لهم ذنبهم و
يفرج كربهم و أن يعفوا عنهم و يتقبل توبتهم فإن ذلك لا يتحقق و لا يستجاب لمخالفته مقتضى الحكمة .
ولذلك قال تعالى :وَقَالَ
الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ
عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ{49} قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ
رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء
الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ{50} إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا
وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهَادُ{51
وقد
بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه عند مجئ الحق للفصل بين الخلق يوم
القيامة يغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله و لن يغضب بعده مثله فيبلغ الناس من
الهم و الكرب مالا يطيقون فيبحثون عن شفيع قريب لكن الانبياء يعتذرون عن
الشفاعة إلا صاحب المقام المحمود يقول : أنا لها
كما
ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة مروعا ( فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقعُ
ساجدا لربي ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على
أحد من قبلي ثم يُقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع
و
تلك المحامد كما ذكر أهل العلم أسماء من أسماء الله لم يعلمها أحد من قبل
يتعلمها النبي صلى الله عليه وسلم و يدعوا بها فيستجيب له .
من كتاب أصول العقيدة
سبحانك لا أثني ثناء عليك إلا كما أثنيت أنت على نفسك
قال تعالى :-
وَلِلّهِ
الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعةً و تسعين اسما , مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة )
و في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الكرب أسألك بكل اسم هو لك
- سميت به نفسك
- أو أنزلته في كتابك
- أو علمته أحد من خلقك
- أو استأثرت به في علم الغيب عندك
اتفق العلماء ان أسماء الله الكلية لا تُحصى ولا تُعد فهو سبحانه الذي يعلم عددها اما تخصيص بعضها بتسعة و تسعين اسما فالعلة في ذلك والله أعلم أن كل مرحلة من مراحل الخلق يُظهِر فيها الحق سبحانه وتعالى من أسماءه و صفاته ما يناسب الغاية
من وجودها و يحقق كمال الحكمة في تكوينها و يظهر دلائل التوحيد في إبداعها
ففي
مرحلة الدنيا و ما فيها من شهوات واهواء وشبهات واختلاف و تباين في الآراء
و تقليب الامور للإنسان على انواع الإبتلاء و حكمة الله في تكليفه
بالشرائع و الاحكام , في هذه المرحلة تعرف الله إلى عباده بجملة من أسماءه و
صفاته تناسب
حاجة الإنسان و ضرورياته فيبدي لربه أقصى طاقاته و إمكانياته في تحقيق التوحيد بمقتضى هذه الأسماء , تلك الأسماء المعنية بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة و تسعين اسما ماءة إلا واحدا)
ولما
كانت الدنيا دار ابتلاء و محلا لاختيار الكفر و الإيمان و كان الناس فيها
متفاوتين مختلفين آجالا و أرزاقا و اخلاقا منهم الغني و الفقير و الاعمى و
البصير و القوي و الضعيف و الظالم و المظلوم و الحاكم و المحكوم و الكاذب و
الصادق و
المخلص و المنافق إلى غير ذلك من انواع الاخلاق و تنوع الأرزاق و اختلاف السلوكفإن حكمة الله الإلهية تَظهر في تعريف الخلائق ما يناسبهم من أسمائه و صفاته
فالمذنب إن أراد التوبةسيجد لله توابا رحيما-غفورا رحيما
و المظلوم سيجده حقا مبينا حكما وليا نصيرا
والضعيف المقهورسيجد قويا عزيزا جبارا قديرا
والفقير سيجده رزاقا حسيبا مقيتا وكيلا
وهكذا
سيجد العباد من أسماء الله وصفاته ما يناسب حاجتهم و يلبي بغيتهم فالفطرة
التي فطر الله الناس عليها اقتضت أن تلجأالنفوس إلى قوة عليا عند ضعفها و
تطلب غنيا أعلى عند فقرها و توابا رحيما عند ذنبها .
ومن هنا كانت لكل مرحلة من مراحل الخلق التي قدرها الله ما يناسبها من أسمائه وصفاته .
ألا
ترى انه في بدء الخلق أسكن الله آدم وحواء جنة الابتلاء فأكلا من الشجرة و
انكشفت العورة و تطلبت الفطرة فرجا و مخرجا و المخرج في تعريفهم باسماء
الله التي تناسب حالهما و ما يغفر به ذنبهما فعلمهما كلمات هى حقيقتها
أسماء وصفات لله
عز
وجل ,’ علم آدم أن يدعوه باسمه التواب الرحيم كما قال سبحانه وتعالى :
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
وطالما
ان الدنيا خلقت للابتلاء فإن الله عز وجل قد عرفنا بما يناسبنا و يناسبها
من أسماء و قد لا ينفع الدعاء بهذه الاسماء او بعضها في مرحلة آخرى كمرحلة
القيامة فلو دعا المشركون و المخلدون في النار ربهم يوم القيامة بأن يغفر
لهم ذنبهم و
يفرج كربهم و أن يعفوا عنهم و يتقبل توبتهم فإن ذلك لا يتحقق و لا يستجاب لمخالفته مقتضى الحكمة .
ولذلك قال تعالى :وَقَالَ
الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ
عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ{49} قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ
رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء
الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ{50} إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا
وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهَادُ{51
وقد
بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه عند مجئ الحق للفصل بين الخلق يوم
القيامة يغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله و لن يغضب بعده مثله فيبلغ الناس من
الهم و الكرب مالا يطيقون فيبحثون عن شفيع قريب لكن الانبياء يعتذرون عن
الشفاعة إلا صاحب المقام المحمود يقول : أنا لها
كما
ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة مروعا ( فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقعُ
ساجدا لربي ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على
أحد من قبلي ثم يُقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع
و
تلك المحامد كما ذكر أهل العلم أسماء من أسماء الله لم يعلمها أحد من قبل
يتعلمها النبي صلى الله عليه وسلم و يدعوا بها فيستجيب له .
من كتاب أصول العقيدة
سبحانك لا أثني ثناء عليك إلا كما أثنيت أنت على نفسك
- shady kittanehالادارة
http://a-mot.com/vb/wsam/xxtt8.gif
عدد الرسائل : 1636
العمر : 34
الموقع : https://kitany.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
رد: أسماء الله الحسنى و مقتضى الحكمة الإلهية
الأحد مايو 08, 2011 9:01 am
شكرا على الموضوع الرائع
- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
- هل الطيب من أسماء الله تعالى
- اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده ل
- أقوال في الحكمة....
- بعد 1430 سنه اكتشفوا الحكمة من تحريم النمص ..؟؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى