- عاشق الاقصىالادارة
[
عدد الرسائل : 4532
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
الثري العفيف ومستجاب الدعوه
الخميس ديسمبر 16, 2010 5:40 am
الثري العفيف ومستجاب الدعوه
العشرة المبشرين بالجنة
الثري العفيف
عبد الرحمن بن عوف
إنه
الصحابي الكريم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ، ولد قبل عام الفيل
بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرسول ( دار الأرقم بن أبي الأرقم ،
وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ،
وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ،
وأحد العشرة المبشرين بالجنة ،
وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة المؤمنين ،
وكان أغنى أغنياء الصحابة .
أغمي
عليه ذات يوم ثم أفاق، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ؟ قالوا: نعم، قال:
فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة، فانطلقا بي، ثم أتاني رجلان
أو ملكان هما أرق منهما، وأرحم فقالا: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى
العزيز الأمين. فقال: خليا عنه، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه.
[الحاكم].
هاجر إلى الحبشة مرتين، وآخى رسول
الله بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: أخي، أنا أكثر أهل المدينة
مالا، فانظر شطر (نصف) مالي فخذه، ولي امرأتان، فانظر آيتهما أعجب إليك حتى
أطلقها لك ، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني
على السوق ، فدلوه على السوق، فاشترى ، وباع ، فربح كثيرًا.
وكان
- رضي الله عنه- فارسًا شجاعًا، ومجاهدًا قويًّا، شهد بدرًا وأحدًا
والغزوات كلها مع رسول الله ، وقاتل يوم أحد حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا،
وأصيبت رجله فكان يعرج عليها.
بعثه رسول الله
إلى دومة الجندل ، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه، وقال له: "إذا
فتح الله عليك فتزوج ابنة شريفهم". فقدم عبد الرحمن دومة الجندل فدعاهم إلى
الإسلام فرفضوا ثلاثًا، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي، وكان شريفهم
فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع، فولدت له أبا سلمة ابن عبد
الرحمن. [ابن هشام]
وكان رسول الله يدعو له ، ويقول: "اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة" [أحمد].
وكان - رضي الله عنه - تاجرًا
ناجحًا ، كثير المال ، وكان عامة ماله من التجارة، وعرف بكثرة الإنفاق في
سبيل الله ، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا، وتصدق بنصف ماله على عهد
الرسول.
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل
الله ، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل أربعمائة دينار، وكانوا مائة
فأخذوها، وأوصى بألف فرس في سبيل الله .
وكان يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله، وكان يقول له:
"يا بن عوف،
إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق لك قدميك"،
فقال عبد الرحمن: فما أقرض يا رسول الله؟ فأرسل إليه رسول الله فقال:
"أتاني جبريل ، فقال لي: مره فليضف الضيف، وليعط في النائبة والمصيبة،
وليطعم المسكين" [الحاكم]
فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف -رضي الله عنه- من الثراء والنعم، فقد كان شديد الإيمان، محبا للخير، غير مقبل على الدنيا.
وذات يوم أتى
بطعام ليفطر، وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفن في
بردته، إن غطى رأسه بدت (ظهرت) رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا رأسه، ثم قال:
وقتل حمزة، وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأعطينا منها ما
أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.
وذات يوم، أحضر عبد الرحمن لبعض
إخوانه طعامًا من خبز ولحم، ولما وضعت القصعة بكى عبد الرحمن، فقالوا له:
ما يبكيك يا أبا محمد؟ فقال: مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز
الشعير، ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا.
ولما
تولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة سنة (13 هـ)، بعث عبد الرحمن
بن عوف على الحج، فحج بالناس، ولما طعن عمر - رضي الله عنه- ، اختار ستة
من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة ، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد هؤلاء
الستة وكان ذا رأي صائب ، ومشورة عاقلة راشدة، فلما اجتمع الستة قال لهم:
اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد
الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن
عفان، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر
إلي، ولكن الله على أن لا آلو (أقصر) عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين.
فقالوا: نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين.
وتوفي عبد الرحمن - رضي الله عنه- سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان، ودفن بالبقيع.
مستجاب الدعوة
سعيد بن زيد
إنه سعيد بن زيد -رضي الله
عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان
غريبًا على أهله، فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام ،
وأسرع إلى عبادة الله على دين إبراهيم، وكن يسند رأسه على الكعبة ويقول: يا
معشر قريش، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري.[ابن هشام].
فنشأ
سعيد منذ صغره مثل أبيه سليم الفطرة ، وما إن سمع بالإسلام حتى أسرع
بالدخول فيه ، وكان ذلك قبل دخول النبي ( دار الأرقم بن أبي الأرقم )وأسلمت
معه زوجته فاطمة بنت الخطاب ، وقد تحمل زيد وزوجته الكثير من الإيذاء في
سبيل الله ، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب ، حين هجم عليهما في البيت
وهما يقرآن القرآن مع خباب بن الأرت ، فأخذ منهما الصحيفة ، وقرأ ما فيه
ا، فشرح الله صدره ، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول بينه وبين أبي بن كعب -رضي الله عنهما-.
بعثه الرسول مع طلحة بن عبيد
الله ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت من التجارة ، وفي أثناء قيامهما
بهذه المهمة حدثت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون ، ورجع سعيد وطلحة
فأعطاهما الرسول نصيبهما من الغنائم.
عرف سعيد بالشجاعة والقوة، واشترك في الغزوات كلها
ولعل أروع بطولاته , تلك التي سجلها يوم (( اليرموك )), فلنترك له الكلام ليقص علينا طرفاً من خبر ذلك اليوم .
قال سعيد بن زيد رضى الله عنه :
لما كان يوم (( اليرموك )) كنا أربعاً وعشرين ألفاً أو نحواً من ذلك, فخرجت
لنا (( الروم )) بعشرين ومائة ألف , وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم
الجبال تحركها أيدٍ خفيةٌ, وسار أمامهم الأساقفة والبطارقة والقسِّيسون
يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات ؛ فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم
كهزيم الرعد .
فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه, هالتهم كثرتهم, وخالط قلوبهم شيءٌ من خوفهم.
عند ذلك قام أبو عبيدة بن الجراح يحض المسلمين على القتال , فقال :
عباد الله, انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ...
عباد الله, اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر, ومرضاة للرب ومدحضة للعار
وأشرعوا الرماح, واستتروا بالتروس, والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز وجل
في أنفسكم, حتى آمركم إن شاء الله.
قال سعيد :
عند ذلك, خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة:
إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة, فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟!
فقال أبو عبيدة : نعم, تقرئه مني ومن المسلمين السلام , وتقول له:
يا رسول الله, إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً .
قال سعيد : فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه, و يمضي إلى لقاء أعداء الله, حتى اقتحمت إلى الأرض,
وجثوت على ركبتي, و أشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا, ثم وثبت على
العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف فثار الناس في وجوه (( الروم
)) وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.
كان -رضي الله عنه- مستجاب
الدعوة، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا ، وذهبت
إلى مروان بن الحكم والى المدينة آنذاك ، واشتكت له ، فأرسل مروان إلى سعيد
، وقال له: إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت أرضًا ، فقال سعيد: كيف أظلمها
وقد سمعت رسول الله يقول: "من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين" [متفق
عليه]، فقال مروان: إذن فعليك باليمين ، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة
فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل قبرها في بئر ، ثم ترك لها الأرض التي
زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل ، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها ، وفي ليلة قامت ولم
توقظ الجارية ، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في بئر كانت في دارها ، فماتت
فأصبحت هذه البئر قبرها.
وكان سعيد مطاعًا بين الناس ، يحبهم ويحبونه ، وحينما حدثت الفتنة بين
المسلمين ، لم يشارك فيها ، وبقي مداومًا على طاعة الله وعبادته حتى توفي
سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين
الثري العفيف
عبد الرحمن بن عوف
إنه
الصحابي الكريم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ، ولد قبل عام الفيل
بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل الرسول ( دار الأرقم بن أبي الأرقم ،
وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ،
وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ،
وأحد العشرة المبشرين بالجنة ،
وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة المؤمنين ،
وكان أغنى أغنياء الصحابة .
أغمي
عليه ذات يوم ثم أفاق، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ؟ قالوا: نعم، قال:
فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة، فانطلقا بي، ثم أتاني رجلان
أو ملكان هما أرق منهما، وأرحم فقالا: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه إلى
العزيز الأمين. فقال: خليا عنه، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه.
[الحاكم].
هاجر إلى الحبشة مرتين، وآخى رسول
الله بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: أخي، أنا أكثر أهل المدينة
مالا، فانظر شطر (نصف) مالي فخذه، ولي امرأتان، فانظر آيتهما أعجب إليك حتى
أطلقها لك ، فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني
على السوق ، فدلوه على السوق، فاشترى ، وباع ، فربح كثيرًا.
وكان
- رضي الله عنه- فارسًا شجاعًا، ومجاهدًا قويًّا، شهد بدرًا وأحدًا
والغزوات كلها مع رسول الله ، وقاتل يوم أحد حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا،
وأصيبت رجله فكان يعرج عليها.
بعثه رسول الله
إلى دومة الجندل ، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه، وقال له: "إذا
فتح الله عليك فتزوج ابنة شريفهم". فقدم عبد الرحمن دومة الجندل فدعاهم إلى
الإسلام فرفضوا ثلاثًا، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي، وكان شريفهم
فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع، فولدت له أبا سلمة ابن عبد
الرحمن. [ابن هشام]
وكان رسول الله يدعو له ، ويقول: "اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة" [أحمد].
وكان - رضي الله عنه - تاجرًا
ناجحًا ، كثير المال ، وكان عامة ماله من التجارة، وعرف بكثرة الإنفاق في
سبيل الله ، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا، وتصدق بنصف ماله على عهد
الرسول.
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل
الله ، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل أربعمائة دينار، وكانوا مائة
فأخذوها، وأوصى بألف فرس في سبيل الله .
وكان يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله، وكان يقول له:
"يا بن عوف،
إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق لك قدميك"،
فقال عبد الرحمن: فما أقرض يا رسول الله؟ فأرسل إليه رسول الله فقال:
"أتاني جبريل ، فقال لي: مره فليضف الضيف، وليعط في النائبة والمصيبة،
وليطعم المسكين" [الحاكم]
فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف -رضي الله عنه- من الثراء والنعم، فقد كان شديد الإيمان، محبا للخير، غير مقبل على الدنيا.
وذات يوم أتى
بطعام ليفطر، وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، فكفن في
بردته، إن غطى رأسه بدت (ظهرت) رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا رأسه، ثم قال:
وقتل حمزة، وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، وأعطينا منها ما
أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.
وذات يوم، أحضر عبد الرحمن لبعض
إخوانه طعامًا من خبز ولحم، ولما وضعت القصعة بكى عبد الرحمن، فقالوا له:
ما يبكيك يا أبا محمد؟ فقال: مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز
الشعير، ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا.
ولما
تولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة سنة (13 هـ)، بعث عبد الرحمن
بن عوف على الحج، فحج بالناس، ولما طعن عمر - رضي الله عنه- ، اختار ستة
من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة ، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد هؤلاء
الستة وكان ذا رأي صائب ، ومشورة عاقلة راشدة، فلما اجتمع الستة قال لهم:
اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد
الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن
عفان، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر
إلي، ولكن الله على أن لا آلو (أقصر) عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين.
فقالوا: نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين.
وتوفي عبد الرحمن - رضي الله عنه- سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان، ودفن بالبقيع.
مستجاب الدعوة
سعيد بن زيد
إنه سعيد بن زيد -رضي الله
عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان
غريبًا على أهله، فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام ،
وأسرع إلى عبادة الله على دين إبراهيم، وكن يسند رأسه على الكعبة ويقول: يا
معشر قريش، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري.[ابن هشام].
فنشأ
سعيد منذ صغره مثل أبيه سليم الفطرة ، وما إن سمع بالإسلام حتى أسرع
بالدخول فيه ، وكان ذلك قبل دخول النبي ( دار الأرقم بن أبي الأرقم )وأسلمت
معه زوجته فاطمة بنت الخطاب ، وقد تحمل زيد وزوجته الكثير من الإيذاء في
سبيل الله ، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب ، حين هجم عليهما في البيت
وهما يقرآن القرآن مع خباب بن الأرت ، فأخذ منهما الصحيفة ، وقرأ ما فيه
ا، فشرح الله صدره ، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول بينه وبين أبي بن كعب -رضي الله عنهما-.
بعثه الرسول مع طلحة بن عبيد
الله ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت من التجارة ، وفي أثناء قيامهما
بهذه المهمة حدثت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون ، ورجع سعيد وطلحة
فأعطاهما الرسول نصيبهما من الغنائم.
عرف سعيد بالشجاعة والقوة، واشترك في الغزوات كلها
ولعل أروع بطولاته , تلك التي سجلها يوم (( اليرموك )), فلنترك له الكلام ليقص علينا طرفاً من خبر ذلك اليوم .
قال سعيد بن زيد رضى الله عنه :
لما كان يوم (( اليرموك )) كنا أربعاً وعشرين ألفاً أو نحواً من ذلك, فخرجت
لنا (( الروم )) بعشرين ومائة ألف , وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم
الجبال تحركها أيدٍ خفيةٌ, وسار أمامهم الأساقفة والبطارقة والقسِّيسون
يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات ؛ فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم
كهزيم الرعد .
فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه, هالتهم كثرتهم, وخالط قلوبهم شيءٌ من خوفهم.
عند ذلك قام أبو عبيدة بن الجراح يحض المسلمين على القتال , فقال :
عباد الله, انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ...
عباد الله, اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر, ومرضاة للرب ومدحضة للعار
وأشرعوا الرماح, واستتروا بالتروس, والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز وجل
في أنفسكم, حتى آمركم إن شاء الله.
قال سعيد :
عند ذلك, خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة:
إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة, فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟!
فقال أبو عبيدة : نعم, تقرئه مني ومن المسلمين السلام , وتقول له:
يا رسول الله, إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً .
قال سعيد : فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه, و يمضي إلى لقاء أعداء الله, حتى اقتحمت إلى الأرض,
وجثوت على ركبتي, و أشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا, ثم وثبت على
العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف فثار الناس في وجوه (( الروم
)) وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر.
كان -رضي الله عنه- مستجاب
الدعوة، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا ، وذهبت
إلى مروان بن الحكم والى المدينة آنذاك ، واشتكت له ، فأرسل مروان إلى سعيد
، وقال له: إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت أرضًا ، فقال سعيد: كيف أظلمها
وقد سمعت رسول الله يقول: "من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين" [متفق
عليه]، فقال مروان: إذن فعليك باليمين ، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة
فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل قبرها في بئر ، ثم ترك لها الأرض التي
زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل ، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها ، وفي ليلة قامت ولم
توقظ الجارية ، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في بئر كانت في دارها ، فماتت
فأصبحت هذه البئر قبرها.
وكان سعيد مطاعًا بين الناس ، يحبهم ويحبونه ، وحينما حدثت الفتنة بين
المسلمين ، لم يشارك فيها ، وبقي مداومًا على طاعة الله وعبادته حتى توفي
سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين
- shady kittanehالادارة
http://a-mot.com/vb/wsam/xxtt8.gif
عدد الرسائل : 1636
العمر : 34
الموقع : https://kitany.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
رد: الثري العفيف ومستجاب الدعوه
الأحد مايو 08, 2011 9:10 am
شكرا على الموضوع الرائع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى