الإيمان بالقضاء والقدر
السبت أكتوبر 09, 2010 7:40 am
هو إيمان الإنسان بالقضاء والقدر يفرق فى حياته ؟؟؟؟
دايما نقول قضاء وقدر
قسمة ونصيب
محدش بياخد أكثر من نصيبه
كلنا فاهمين المعنى العام وهو إننا نرضى بالى ربنا يقسم لنا به
1بس هو لازم نبقى مؤمنين بالقضاء والقدر ؟؟
آة طبعا ...الإيمان بالقدر واجب
وهو أحد أركان الإيمان الستة
كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لجبريل حين قال ما الإيمان ؟ قال :إن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
2طب هو إيه الفرق بين القضاء وبين القدر !!
القدر : هو ما قدره الله فى اللوح المحفوظ
يعنى تقدير الله سبحانه وتعالى للأشياء
فقدر قبل بداية الخلق إنه سيحدث كذا وكذا
أما القضاء : فهو ما يقضيه الله فى خلقه
يعنى وقوع القدر ...
فلما قدر الله ينزل بالعبد يبقى قضاء
لذلك كان فى الدعاء
( اللهم إن أسألك الرضا بعد القضاء ) لإنه خلاص نزل
وجاء فى الحديث (لا يرد القدر إلا الدعاء )
القدر منزلش فالدعاء لو قوى لا ينزل البلاء ولا يقع القضاء
3 هو درجة إيمان الإنسان بالقضاء والقدر
تفرق فى حياته ؟
كل ما الإنسان تكون درجة إيمانه أعلى كل ما يبقى مطمن أكثر يحمد فى السراء ويصبر فى الضراء
لا يعجب بالطاعة ولا يتفاخر على من هو أقل منه
قلبه مرتاح
قال الله ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )
قال علقمه رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبه فيعلم إنها من عند الله فيرضى ويسلم )
وعشان كدة موضوع إيمانا بالقضاء والقدر مهم
لإنه هيخلى الصورة واضحة قدامنا فى حاجات كثير فنكون مرتاحين فى حياتنا وكمان نقابل ربنا بقلب سليم مطمأنواضى بقضاؤه
4طب يعنى إيه خيره وشره ...هو ربنا بيقدر شر !!!!!
المقصود بشره : ما تكرهه النفس عادة من مرض وموت وفقر وحرمان وغيره .............
فالشر هنا باعتبار وقوعه علينا مع كراهتنا له
وليس بإعتبار تقدير الله له ..
لإن ربنا لا يقدر إلا خير حتى ولو كنا نكرهه
فمثلا
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم : 41]
ربنا بين سبب ظهور الفساد وهو ذنوب الناس
والفساد فى نفسه شر ولكنه نزل لحكمة عظيمة
حتى نعود ونرجع إلى الله فننجو من عذاب الأخرة الذى هو أشد
فيكون التقدير خير
وواضحة جدا فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
(( عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له ))
الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالرسول قال ضراء : لإن النفس تكرهها
ومع ذلك وصفها بإنها خير لإنها ترفع درجات المؤمن عند الله
والأمثله كثيييييير جدا
فى أمور ظاهرها الشر وفى باطنها خير لا يحصى
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]
وعشان كدة من علم الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول فى الدعاء
( لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك)
ففعلا لو نظرنا للأمور بإعتبار تقدير الله لها
لوجناها كلها خير لإن حتى ما تكرهه النفس يكون به خير كثير
5هو القدر لازم يقع ؟ يعنى ملناش إختيار فيه ؟وهل بيكون كمان فى العبادات ؟
فى حديث بيقول :
- إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب ، قال : يا رب و ما أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ، من مات على غير هذا فليس مني
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2018
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ودة معناه إن القدر بيشمل كل حاجة فربنا قبل الخلق قدر كل شىء متى سيكون وكيف سيكون
بس لازم نبقى عارفين إن القدر نوعين :
1** كونى : وهو إن ربنا يقدر حدوث شىء زى مرض أو زلزال أو حادث أو ....
ودة مفيش للإنسان إختيار فيه ....ولا يرده إلا الدعاء
مثال : قوله تعالى
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد : 22]
فى الأرض : زى الزلازل والبراكين والفيضانات
فى أنفسكم : زى المرض والحوداث
إلا فى كتاب : هو اللوح المحفوظ
من قبل أن نبرأها : يحتمل يكون عائد على المصيبة أو الأرض أو الأنفس والكل صحيح
2**شرعى : وهو إن الله كتب ما سيفعله كل إنسان من طاعة أو معصية
والإنسان له حرية الإختيار فيه أى غير مجبور على شىء معين
6 طيب سؤال غريب شوية : طالما ربنا كاتب كل شىء وأحنا هنعمل إيه.. وهنطيع ولا هنعصى ...طب ما خلاص يبقى فين إختيارنا ؟؟؟؟؟؟
فى ناس (الله يهديهم ) فهموا الموضوع غلط وقالوا خلاص ربنا كتب علينا المعصية ومفيش فايدة !!!
طبعا الكلام دة غلط وكأنهم والعياذ بالله بيتهموا ربنا بالظلم وعدم الحكمة بإنه يخلق خلق ليس لهم قدرة على الإختيار ويكتب عليهم المعصية ليدخلهم النار !!!!!!!!
دة نفس كلام المشركين !!
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (الأنعام:148)
وهنضرب أمثلة
1) لو عرضت على اتنين من أصدقائى (الى أنا عارفاهم كويس )
قطعة شيكولاتة وقطعة بسكويت مثلا وقلت لكل واحدة تختار شىء منهم ..
(أنا من خلال معرفتى بيهم عارفة إن الاتنين بيحبوا الشيكولاتة ولكن ممنوعين منها عشان الريجيم ..بس في واحدة مبتعرفش تقاوم نفسها والتانية شديدة على نفسها وبتعرف تسيطر عليها )
فكتبت فى ورقة عندى قبل ما أعرض عليهم فلانة ستختارالشيكولاتة وفلانة التانية ستختار البسكويت
وبعد العرض الاتنين وقفوا محتارين شوية يقولوا هنختار دي وشوية يرجعوا فى رأيهم
وبعد عناء كل واحدة أختارت الى كنت كتبته فى الورقة
السؤال : الاتنين عملتوا نفس الحاجات الى انا كتبتها فهل أنا أثرت فى إختيارهم ؟؟؟
لأ طبعا
لإن الكتابة كتابة علم
يعني أنا عارفة هيختاروا إيه لمجرد إنى عرفاهم وصحبتهم
ولله المثل الأعلى والأعلى دون تشبيه أو تمثيل تعالى الله علوا كبيرا
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك : 14]
فالإنسان مش هيعمل شىء إلا وربنا كتبه بسابق علمه فالله خلق العبد وإرادته وأعماله "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"
لكن مخير لأنه بيعمل العمل بكامل اختياره وبمشيئته اللي ربنا أثبتها للعبد "فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا"
2) عمر حد فينا قام يصلى لقى شيطان راح ضربه وجره من شعره وقاله أوعى تصلي
أو كتفه وفتح التسجيل وخلاه يسمع أغانى بالعافية!!!
أو مرة قاعد لقى ملاك نازل من السما خد إيده وإيداله مصحف وقالك اقر فيه
لكن الى بيقول ان ربنا كتب عليه المعصية دة مش فاهم حاجة
لإنه ببساطة ممكن يقوم يعمل طاعة محدش هيمنعه
ومحدش أجبره على المعصية
وبعدين الى بيتحجج بالحجة دي عرف منين ربنا كاتب عليه إيه ؟ وليه أفترض إن ربنا كاتب عليه المعصية فعملها ..ليه ميكونش ربنا كتب عليه الطاعة ولا بيختار بمزاجه
دة حتى الشيطان عارف كدة كويس
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم : 22]
فالشيطان فى جهنم والعياذ بالله هيتبرأ من أتباعه
ويقول لهم أنا مأجبرتكمش على المعصية
كل ما هنالك إنى دعوتكم للمعصية
وأنتم بكامل إرادتكم استجبتم !!! فلا تلومونى ولوموا أنفسكم !
وفى الحديث الشريف
جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال : يا رسول الله ! بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن . فيما العمل اليوم ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، أم فيما نستقبل ؟
قال " لا . بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير "
قال : ففيم العمل ؟ قال زهير : ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه . فسألت : ما قال ؟ فقال " اعملوا فكل ميسر "
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2648
خلاصة حكم المحدث: صحيح
7طب سؤال غريب برضة : هو مش ربنا سبحانه لا يقع شىء إلا بمشيئته طب إزاى فى كفار وملحدين ونصارى ؟؟
لازم نبقى عارفين إن إرادة الله نوعين :
1) إرادة كونية :
بمعنى المشيئة
تتعق بما وقع سواء أحبه الله أم لا ..
ولا يحدث شىء فى الكون صغيرا أو كبيرا مهما كان إلا بإرادته
قالالله تعالى "وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين"
قال تعالى:
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
فالله أراد أن يكون هناك مسلمين وفى المقابل كفار ومجوس ونصارى وملحدين
لحكمة لديه ولكنه بالطبع لا يحب الكافرين والفاسقين
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
[الزمر : 7]
يعنى يريد شىء لا يحبه ولكن لحكمة
ودى حاجة مش غريبة كلنا مثلا بنريد اخد الدواء برغم مرارته وبرغم كرهنا له لحكمة ولهدف أكبر وهو التماثل للشفاء
2) إرادة شرعية :
بمعنى المحبة
تتعلق بما أحبه وقع أم لم يقع
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء : 27]
فالله يريد أن يتوب علينا ( إرادة محبة )
ولكن لو أصرينا على المعاصى سنعاقب لإن الإنسان مخير ومسيطر على تصرفاته
قال تعالى "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
8أخر سؤال : إزاى أحقق الإيمان بالقدر ؟؟
نحققه بإننا :
1) نبقى متأكدين إن الله تعالى علم فى علمه ما الخلق عاملون ، فعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصى والأرزاق والآجال ثم كتب الله فى اللوح المحفوظ مقادير الخلق
فنعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك
فمنفضلش نقول لو حصل كذا كان هيبقى أحسن
لولا إن فلان عمل كدة كان هيبقى حالى أفضل
لكن نرضى بقضاء الله ونقول من القلب : قدر الله وما شاء فعل
ونبقى متأكدين إن فى خير وحكمة لا نعلمها
2) نبقى متأكدين إن كل صغيرة وكبيرة فى الكون تسير بإرادة الله
فما شاء الله كان ، ومالم يشأ لم يكن
فلا نطلب إلا منه..
ولا نطلب رزقه بمعصيته ..
لإنه لا يكون فى كونه إلا ما أراده بحكمته
(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )
اللهم ارزقنا حسن الإيمان بك ..
منقول
- عاشق الاقصىالادارة
[
عدد الرسائل : 4532
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: الإيمان بالقضاء والقدر
السبت أكتوبر 09, 2010 11:37 am
بارك الله بك وجزاك الف خير على الموضوع القيم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى