جهاد النفس و الهوى
الجمعة أغسطس 27, 2010 5:30 am
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جهاد النفس و الهوى
يا نفس توبي فإن الموت قد حان */*/* واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا */*/* لقطا وتلحق آخرنا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه */*/* نرى بمصرعه آثار موتانا
[center]بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَةَ وَلَمَا يَعْلَمِ اللهُ الذينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَابِرِينَ"
[آل عمران:142]
سذاجة
ما بعدها سذاجة أن يحسب الإنسان أنه سيدخل الجنة بركعات يصليها ودراهم
يتصدق بها. إنها جنة عرضها السماوات والأرض، جنة إلى أبد الآبدين فيها ما
لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هل ندخلها دون أن نعمل عمل
أهل الجنة لنستحق دخولها؟ قال تعالى:
" أَيَطْمَعُ كُلُ امرِئٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَةَ نَعِيمٍ"
[المعارج:38]
إن سلعة الله غالية، بل هي غالية جداً. إله عظيم وجنته لها ثمن كبير جداً. قال سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"حُفَتِ الجنةُ بالمكارِه وحُفَتِ النارُ بالشهوات".
أي
أنك لكي تدخل الجنة يجب أن تؤمن بيوم الحساب، وأن تُشفِق من عذاب الله،
وأن تداوم على ما افترضه عليك من عبادات شعائرية كالصلاة والصيام والزكاة
والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وأن تجبر نفسك على عدم الإنسياق وراء هواها
وعلى القيام بكل ما تكره كصلاة التهجد مثلاً في جوف الليل والناس نيام
والصيام تطوعاً لله وإنفاق المال في سبيله وفي مساعدة المحتاجين، وأن تؤدي
الأمانات إلى أهلها، وأن تخضع لله خضوعاً تاماً وتأتمر بأوامره وتنتهي عن
ما نهاك عنه، وأن تؤثره على كل شيء، وأن تصبر على قضائه خيره وشره. أما إذا
أطلقت لنفسك العنان والجري وراء ما تشتهي وتهوى فإن المصير هو النار. قال
تعالى :
"
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
[ سورة التوبة : الآية 24]
فإذا
كان الإنسان يغتصب ما ليس له، ويغش الناس، ويطلق بصره وينظر إلى ما حرم
الله، ويأكل الربا، ويغتاب الناس ويمشي بالنميمة، ويطيع زوجته ويرضيها
بمعصية الله، ولا يقيم شعائر الله وما افترضه عليه، وتفوته الصلاة تلو
الصلاة دونما اكتراث وهو مسلم والحمد لله من أمة سيدنا محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام، فإذا فعل ذلك فإن الطريق إلى الله غير سالك، بل هو مسدود.
قال تعالى:
"فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِه"
[ سورة التوبة : الآية 24]
لابد
من الجهاد ومن بذل الجهد. أن تجاهد نفسك وهواك لأن الجنة تحتاج إلى جهد
كبير؛ تحتاج إلى صلاة وزكاة وصيام، وإلى عقيدة سليمة، وإلى سهر طويل وإلى
إنفاق المال مهما كان هذا المال غالٍ عندك، وإلى معاكسة الشهوات. تحتاج إلى
غض البصر وإلى ضبط اللسان، وإلى حضور مجالس علم، وإلى الإحسان الذي يعني
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنك علي يقين من أنه يراك. قال
تعالى:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
[ سورة النازعات : 40-41]
أما
هذا الذي يعطي نفسه ما تشتهي، ويتمنى على الله الأماني فهذا الإنسان قد
وصفه النبي الكريم بالعاجز. فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((الْكَيِّسُ
مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ
أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ))
[الترمذي ، ابن ماجه ]
فلابد
من جهاد النفس، ولا بد من الصبر على قضاء الله وقدره خيره وشره، وعن
الامتناع عن معصيته، وعلى طاعته لتكون الجنة هي دار الاستقرار والحياة
الأبدية.
جهاد النفس و الهوى
يا نفس توبي فإن الموت قد حان */*/* واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا */*/* لقطا وتلحق آخرنا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه */*/* نرى بمصرعه آثار موتانا
[center]بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَةَ وَلَمَا يَعْلَمِ اللهُ الذينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَابِرِينَ"
[آل عمران:142]
سذاجة
ما بعدها سذاجة أن يحسب الإنسان أنه سيدخل الجنة بركعات يصليها ودراهم
يتصدق بها. إنها جنة عرضها السماوات والأرض، جنة إلى أبد الآبدين فيها ما
لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هل ندخلها دون أن نعمل عمل
أهل الجنة لنستحق دخولها؟ قال تعالى:
" أَيَطْمَعُ كُلُ امرِئٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَةَ نَعِيمٍ"
[المعارج:38]
إن سلعة الله غالية، بل هي غالية جداً. إله عظيم وجنته لها ثمن كبير جداً. قال سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"حُفَتِ الجنةُ بالمكارِه وحُفَتِ النارُ بالشهوات".
أي
أنك لكي تدخل الجنة يجب أن تؤمن بيوم الحساب، وأن تُشفِق من عذاب الله،
وأن تداوم على ما افترضه عليك من عبادات شعائرية كالصلاة والصيام والزكاة
والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وأن تجبر نفسك على عدم الإنسياق وراء هواها
وعلى القيام بكل ما تكره كصلاة التهجد مثلاً في جوف الليل والناس نيام
والصيام تطوعاً لله وإنفاق المال في سبيله وفي مساعدة المحتاجين، وأن تؤدي
الأمانات إلى أهلها، وأن تخضع لله خضوعاً تاماً وتأتمر بأوامره وتنتهي عن
ما نهاك عنه، وأن تؤثره على كل شيء، وأن تصبر على قضائه خيره وشره. أما إذا
أطلقت لنفسك العنان والجري وراء ما تشتهي وتهوى فإن المصير هو النار. قال
تعالى :
"
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
[ سورة التوبة : الآية 24]
فإذا
كان الإنسان يغتصب ما ليس له، ويغش الناس، ويطلق بصره وينظر إلى ما حرم
الله، ويأكل الربا، ويغتاب الناس ويمشي بالنميمة، ويطيع زوجته ويرضيها
بمعصية الله، ولا يقيم شعائر الله وما افترضه عليه، وتفوته الصلاة تلو
الصلاة دونما اكتراث وهو مسلم والحمد لله من أمة سيدنا محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام، فإذا فعل ذلك فإن الطريق إلى الله غير سالك، بل هو مسدود.
قال تعالى:
"فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِه"
[ سورة التوبة : الآية 24]
لابد
من الجهاد ومن بذل الجهد. أن تجاهد نفسك وهواك لأن الجنة تحتاج إلى جهد
كبير؛ تحتاج إلى صلاة وزكاة وصيام، وإلى عقيدة سليمة، وإلى سهر طويل وإلى
إنفاق المال مهما كان هذا المال غالٍ عندك، وإلى معاكسة الشهوات. تحتاج إلى
غض البصر وإلى ضبط اللسان، وإلى حضور مجالس علم، وإلى الإحسان الذي يعني
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنك علي يقين من أنه يراك. قال
تعالى:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
[ سورة النازعات : 40-41]
أما
هذا الذي يعطي نفسه ما تشتهي، ويتمنى على الله الأماني فهذا الإنسان قد
وصفه النبي الكريم بالعاجز. فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((الْكَيِّسُ
مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ
أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ))
[الترمذي ، ابن ماجه ]
فلابد
من جهاد النفس، ولا بد من الصبر على قضاء الله وقدره خيره وشره، وعن
الامتناع عن معصيته، وعلى طاعته لتكون الجنة هي دار الاستقرار والحياة
الأبدية.
[b]قال الله تعالى
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَةَ وَلَمَا يَعْلَمِ اللهُ الذينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَابِرِينَ"
[آل عمران:142]
كيف يطمئن قلب الانسان الإنسان أنه سيدخل الجنة بركعات يصليها ودراهم
يتصدق بها؟ إنها جنة عرضها السماوات والأرض، جنة إلى أبد الآبدين فيها ما
لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هل ندخلها دون أن نعمل عمل
أهل الجنة لنستحق دخولها؟ قال تعالى:
" أَيَطْمَعُ كُلُ امرِئٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَةَ نَعِيمٍ"
[المعارج:38]
إن سلعة الله غالية، بل هي غالية جداً. إله عظيم وجنته لها ثمن كبير جداً. قال سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"حُفَتِ الجنةُ بالمكارِه وحُفَتِ النارُ بالشهوات".
أي
أنك لكي تدخل الجنة يجب أن تؤمن بيوم الحساب، وأن تُشفِق من عذاب الله،
وأن تداوم على ما افترضه عليك من عبادات شعائرية كالصلاة والصيام والزكاة
والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وأن تجبر نفسك على عدم الإنسياق وراء هواها
وعلى القيام بكل ما تكره كصلاة التهجد مثلاً في جوف الليل والناس نيام
والصيام تطوعاً لله وإنفاق المال في سبيله وفي مساعدة المحتاجين، وأن تؤدي
الأمانات إلى أهلها، وأن تخضع لله خضوعاً تاماً وتأتمر بأوامره وتنتهي عن
ما نهاك عنه، وأن تؤثره على كل شيء، وأن تصبر على قضائه خيره وشره. أما إذا
أطلقت لنفسك العنان والجري وراء ما تشتهي وتهوى فإن المصير هو النار. قال
تعالى :
"
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
[ سورة التوبة : الآية 24]
فإذا
كان الإنسان يغتصب ما ليس له، ويغش الناس، ويطلق بصره وينظر إلى ما حرم
الله، ويأكل الربا، ويغتاب الناس ويمشي بالنميمة، ويطيع زوجته ويرضيها
بمعصية الله، ولا يقيم شعائر الله وما افترضه عليه، وتفوته الصلاة تلو
الصلاة دونما اكتراث وهو مسلم والحمد لله من أمة سيدنا محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام، فإذا فعل ذلك فإن الطريق إلى الله غير سالك، بل هو مسدود.
قال تعالى:
"فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِه"
[ سورة التوبة : الآية 24]
لابد
من الجهاد ومن بذل الجهد. أن تجاهد نفسك وهواك لأن الجنة تحتاج إلى جهد
كبير؛ تحتاج إلى صلاة وزكاة وصيام، وإلى عقيدة سليمة، وإلى سهر طويل وإلى
إنفاق المال مهما كان هذا المال غالٍ عندك، وإلى معاكسة الشهوات. تحتاج إلى
غض البصر وإلى ضبط اللسان، وإلى حضور مجالس علم، وإلى الإحسان الذي يعني
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنك علي يقين من أنه يراك. قال
تعالى:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
[ سورة النازعات : 40-41]
أما
هذا الذي يعطي نفسه ما تشتهي، ويتمنى على الله الأماني فهذا الإنسان قد
وصفه النبي الكريم بالعاجز. فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((الْكَيِّسُ
مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ
أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ))
[الترمذي ، ابن ماجه ]
فلابد
من جهاد النفس، ولا بد من الصبر على قضاء الله وقدره خيره وشره، وعن
الامتناع عن معصيته، وعلى طاعته لتكون الجنة هي دار الاستقرار والحياة
الأبدية.
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَةَ وَلَمَا يَعْلَمِ اللهُ الذينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَابِرِينَ"
[آل عمران:142]
كيف يطمئن قلب الانسان الإنسان أنه سيدخل الجنة بركعات يصليها ودراهم
يتصدق بها؟ إنها جنة عرضها السماوات والأرض، جنة إلى أبد الآبدين فيها ما
لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هل ندخلها دون أن نعمل عمل
أهل الجنة لنستحق دخولها؟ قال تعالى:
" أَيَطْمَعُ كُلُ امرِئٍ مِنْهُم أَنْ يُدْخَلَ جَنَةَ نَعِيمٍ"
[المعارج:38]
إن سلعة الله غالية، بل هي غالية جداً. إله عظيم وجنته لها ثمن كبير جداً. قال سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"حُفَتِ الجنةُ بالمكارِه وحُفَتِ النارُ بالشهوات".
أي
أنك لكي تدخل الجنة يجب أن تؤمن بيوم الحساب، وأن تُشفِق من عذاب الله،
وأن تداوم على ما افترضه عليك من عبادات شعائرية كالصلاة والصيام والزكاة
والحج لمن استطاع إليه سبيلاً، وأن تجبر نفسك على عدم الإنسياق وراء هواها
وعلى القيام بكل ما تكره كصلاة التهجد مثلاً في جوف الليل والناس نيام
والصيام تطوعاً لله وإنفاق المال في سبيله وفي مساعدة المحتاجين، وأن تؤدي
الأمانات إلى أهلها، وأن تخضع لله خضوعاً تاماً وتأتمر بأوامره وتنتهي عن
ما نهاك عنه، وأن تؤثره على كل شيء، وأن تصبر على قضائه خيره وشره. أما إذا
أطلقت لنفسك العنان والجري وراء ما تشتهي وتهوى فإن المصير هو النار. قال
تعالى :
"
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
[ سورة التوبة : الآية 24]
فإذا
كان الإنسان يغتصب ما ليس له، ويغش الناس، ويطلق بصره وينظر إلى ما حرم
الله، ويأكل الربا، ويغتاب الناس ويمشي بالنميمة، ويطيع زوجته ويرضيها
بمعصية الله، ولا يقيم شعائر الله وما افترضه عليه، وتفوته الصلاة تلو
الصلاة دونما اكتراث وهو مسلم والحمد لله من أمة سيدنا محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام، فإذا فعل ذلك فإن الطريق إلى الله غير سالك، بل هو مسدود.
قال تعالى:
"فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِه"
[ سورة التوبة : الآية 24]
لابد
من الجهاد ومن بذل الجهد. أن تجاهد نفسك وهواك لأن الجنة تحتاج إلى جهد
كبير؛ تحتاج إلى صلاة وزكاة وصيام، وإلى عقيدة سليمة، وإلى سهر طويل وإلى
إنفاق المال مهما كان هذا المال غالٍ عندك، وإلى معاكسة الشهوات. تحتاج إلى
غض البصر وإلى ضبط اللسان، وإلى حضور مجالس علم، وإلى الإحسان الذي يعني
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنك علي يقين من أنه يراك. قال
تعالى:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
[ سورة النازعات : 40-41]
أما
هذا الذي يعطي نفسه ما تشتهي، ويتمنى على الله الأماني فهذا الإنسان قد
وصفه النبي الكريم بالعاجز. فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((الْكَيِّسُ
مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ
أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ))
[الترمذي ، ابن ماجه ]
فلابد
من جهاد النفس، ولا بد من الصبر على قضاء الله وقدره خيره وشره، وعن
الامتناع عن معصيته، وعلى طاعته لتكون الجنة هي دار الاستقرار والحياة
الأبدية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى