الف مبروك للفائزين......ولنعرف كيف وصلو القمة بالنوم أم بالجد؟؟؟؟

أوائل المملكة:الحلم اذ يتحول الى حقيقة

عمان - طارق الحميدي وكايد المجالي -بالإرادة والتصميم قهر الطلاب الصعاب وصنعوا من الحلم واقعا عاشوا معه أجمل اللحظات بعد أن توجوا تعب السنين وسجل كل منهم يوما يخلده في ذاكرة حياته.
طلاب «التوجيهي» بالأمس انطلقوا في مواكب الفرح بعد أن رسموا الفرحة على وجوه ذويهم ومحبيهم بتفوقهم واختتامهم مرحلة الدراسة بالنجاح والتفوق لينظروا بكل الأمل إلى غد بدت ملامحه أكثر إشراقا بعد التفوق في الدراسة الثانوية.
وبالدموع استقبل الأهالي أبناءهم الناجحين حين وقفوا على أبواب المدارس يرفعون أيديهم إلى الله يشكروه تارة ويحضنون أبناءهم تارة أخرى ودموع الفرح منعتهم من الحديث خلال اللحظات الأولى بعد أن عجزت الكلمات عن التعبير عن الفرحة.
وكان تعب وسهر الأهالي هو القاسم المشترك عند كل الطلاب والمتفوقين الذين أهدوا وبدون تفكير نجاحهم هذا إلى ذويهم خاصة بعد أن عاشت الأمهات ليالي طويلة تسهر على راحة أبنائهن وبناتهن.
ما أجمل النجاح عند الجميع إلا أن لأوائل الثانوية العامة فرحة مميزة فلكل منهم قصة ولكل منهم طريق شاق سار به حتى وصل إلى التفوق ليبدأ بشق طريقه في الحياة.
الفرحة الأجمل
محمد اديب الزميلي الأول على المملكة بمعدل (99.5) يقول :»لم أصدق نفسي حين أيقظني أهلي الساعة السادسة ليخبروني بأنني الأول على المملكة عندها لم أعرف ماذا أقول».
لقد كان يطمح الزميلي بأن يكون الأول على المملكة منذ سنوات واستعد لهذا اليوم طويلا فدرس واجتهد وواصل الليل في النهار حتى حول هذا الحلم الى حقيقة.
وعلى الرغم من ما حصل من إرباك في نتائج الفصل الأول إلا أن الزميلي يؤكد أنه لم يثنه ولم ينل من معنوياته مؤكدا أن الهدف الذي كان يسعى له هو أن يكون الأول على المملكة وهو ما كان له في النهاية.
وعن الأجواء في المنزل خلال العام الماضي يوضح الشاب أن كل من في المنزل وفر له الأجواء المريحة من أجل الدراسة وأنهم جميعا كانوا يوفرون له كل الاحتياجات حتى يتفرغ للدراسة فقط.
وشعر الزميلي للحظة أن والدته تقدم معه الامتحان لشدة اهتمامها بدراسته وسهرها معه الليالي قائلا:» الشكر لله سبحانه وتعالي ولوالدي اللذين قدما كل ما يمكن أن يقدم للطالب, «أنا ممتن للجميع والفرحة الآن تغمر المنزل».
الأهل سر النجاح
ربى صلاح الدين ماضي الأولى على فرع الأدبي بمعدل (98.5) قالت :»الأهل هم سر النجاح. لقد تعبوا معي جميعا وكانوا هم خلف هذا المعدل في الحقيقة إن الفرحة فرحتهم والنجاح نجاهم أيضا».
وبصوت تخرج منه الكلمات بصعوبة من شدة الفرح، تقول ماضي:» لقد أغمى على جدتي وعمي فور سماعهم للخبر»، وتكمل ممازحة أما الباقي فلم يتمالكوا أنفسهم مشيرة الى أن والدتها عجزت لفترة قصيرة عن التعبير عن فرحتها بأي طريقة.
وتوقعت الطالبة أن تحصل على هذا المعدل بعد أن اجتهدت لفترة طويلة وكانت تدرس لساعات طويله بعد أن وضعت هذا الهدف نصب عينيها وقالت «بالإرادة القوية نحقق المستحيل».
وعن المستقبل المشرق أكدت الطالبة المتفوقه أنها ستعمل على الجلوس والاستفادة ممن سبقوها إلى سوق العمل لتعرف أي التخصصات ستدرس على الرغم من حبها لكلية التجارة.
فرحة النجاح هي دموع الأهل
فرح توفيق الجرادات الثالثة على فرع الإدارة المعلوماتية بمعدل (97.9) تقول أنها توقعت معدلا أفضل إلا أنها عندما شاهدت الفرحة في عيون أهلها عرفت أنها حققت لهم حلما.
وأهدت الطالبة نجاحها لوالدها مربي الأجيال والمعلم الذي توفي قبل 3 سنوات وتقول أنها كانت تحلم بهذا المعدل كي تحقق لوالدها حلمه وتهديه إياه.
وتعزو فرح هذا التفوق إلى تعب الأهل والأجواء التي وفرتها أسرتها لها خلال الامتحانات والتي كان دعمهم المتواصل هو سر النجاح.
وتحب فرح أن تدرس علوم الكمبيوتر وأنها ستعمل على التفوق أيضا في دراستها الجامعية لتكون كما أرادها والدها المتوفى ووالدتها متفوقة في كل المراحل.
هيام : شكرا للمكرمة الملكية الخاصة بالمعلمين
و تقول هيام جواد دبيس الحاصلة على المركز العاشر في فرع الإدارة المعلوماتية بمعدل 97,3 أنها كانت متأكدة من أنها سوف تحصل على معدل عال في امتحان الثانوية و ذلك للجهود التي بذلتها خلال العام لمواصلة مشوارها التعليمي الذي بدا منذ إعلان النتائج -على حد قولها-.
و تضيف هيام أن من أكثر الصعوبات التي واجهتها كانت الحالة النفسية السيئة لطالب التوجيهي خوفا من أن يضيع كل تعبه سدى و بالتالي عدم تحقيق المعدل الذي يرغب به الطالب, لتقول» كان لوالدتي الدور الكبير في إخراجي من تلك الحالة إذ كنت أقوم بالبكاء في معظم ساعات دراستي و كانت والدتي تقوم بإسداء النصح لي و التخفيف عني».
و ترغب هيام بدراسة هندسة الاتصالات و ذلك لمواكبة التطور التكنولوجي و العلمي في ذلك المجال و لرغبتها للعمل في هذا القطاع.
و تنصح الطلبة المقبلين على الامتحان في العام القادم بعدم السماح بتراكم المواد مما يشكل ضغطا على الطالب و الدراسة بتركيز عال دون النظر إلى عدد الساعات التي قضاها الطالب خلال الدراسة.
و بعفوية بالغة قالت هيام « أريد من خلال جريدة» الرأي» أن أشكر جلالة الملك عبدالله الثاني على مكرمته الملكية للمعلمين و ذلك لأن والدتي مديرة لأحدى المدارس في وزارة التربية و التعليم».
يوم خالد في الذاكرة
واجتمع الأهل جميعا في منزل ماجد عدنان الشرايحه من الأوائل وحصل على معدل (94.9) بينما توافد الجميع ليقدموا التهنئة لأهله وله بهذا التفوق. يقول الطالب ماجد إن فرحة النجاح لا تضاهيها فرحة أخرى وأنني استمد سعادتي عندما أرى سعادة الآخرين من حولي وسيبقى هذا اليوم خالدا في ذاكرتي إلى الآبد.
فدوى ميخائيل صويص الأولى على فرع الفندقي بمعدل (94) تقول أنها من الأوائل إلا أنها انتظرت حتى الساعات الأخيرة من إعلان النتائج حتى تحصل على المركز الذي انتظرته طويلا.
وبينت فدوى أنها كانت تحلم أن تكون الأولى لتستيقظ اليوم وتسمع بأن حلمها تحول إلى حقيقة وأنها بالفعل الأولى على المملكة ليبدأ جموع المهنئين من الأقارب والأصحاب بالتوافد نحو منزلها وتقديم التهاني.
وأشارت فدوى الى أنها ستعمل الآن على إكمال مسيرة أحلامها من خلال دراسة تخصص اللغات وأن هذا التخصص الذي كانت تحلم بدراسته منذ الطفولة.
قصاصة صغيرة لأحلام كبيرة
ساهمت قصاصة الورق الصغيرة التي وضعتها مروة سمير أبو بكر على منضدتها في الحصول على المركز الأول على مستوى المملكة في امتحان الثانوية العامة عن فرع التعليم الصحي بمعدل 94,7%.
تقول مروة « لقد دونت على الورقة أنني يجب أن أحصل على المركز الأول علما أنني حصلت على المركز الثاني في الفصل الدراسي الأول بمعدل 94,4»,مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع ذلك إنما كان مجرد طموح بالنسبة لها.
و من ابرز الصعوبات التي واجهتها قالت أن التوتر الذي يصاحب امتحانات الوزارة هو من أكبر المعيقات التي يواجها الطالب, مؤكدة أن الأهل ساهموا بشكل كبير في تحقيق حلمها و ذلك من خلال طرد كل أنواع التوتر و الضغط النفسي التي يواجهها الطالب خلال تلك الفترة.
و تضيف مروة» لقد كنت أدرس بمعدل من 7- 8 ساعات يوميا اكون خلالها بقمة التركيز و في بعض الأحيان لا أقوم بالدراسة مطلقا من أجل الخروج من ضغط الامتحانات لكن ذلك لم يمنع ضميري من تأنيبي على اعتبار ان كل دقيقة من الدراسة مهمة».
و تتمنى مروة مواصلة دراستها الجامعية في مجال العلاج الطبيعي ذلك التخصص الذي تقول أنها تعشقه كثيرا.
و تنصح مروة الطلاب المقبلين على الامتحانات القادمة مواصلة التعب و الجهد لتذوق طعم النجاح المغلف بالكد و الاجتهاد و أن يضعوا دائما نصب أعينهم الوصول إلى أعلى المستويات و أن لا يقيد طموحهم أية صعوبات أو عوائق.
تحدي الذات للوصول إلى قمة الطموح
الطالب عبدالله محمود الملكاوي الحاصل على المركز الثالث على مستوى المملكة بالفرع العلمي بمعدل 98,9% يقول:» كان لدي طموح أن أكون الأول على المملكة في تخصصي لكني احمد الله على ما حققته». و يضيف :» لقد تعلمت من هذه الفترة جانبا من تحدي الذات و الوصول إلى حلم أهدف إلى تحقيقه من خلال خطة واضحة و منظمة فالعقل البشري يصل إلى درجات عالية من الإبداع إذا ما تم توجيه بصورة منظمة».
و يستذكر عبدالله التضحيات التي قدمها و خصوصا في مجال التسلية و الترفيه في سبيل الحصول على معدل يتناسب مع طموحاته،ويقول:» خلال تلك السنة يجب على الطالب الوصول إلى مرحلة من التفكير في أثبات الذات و جني ثمار 12 سنة من التعب و الجهد لأجل تحقيق الرضا عن الذات و زرع الابتسامة و الفرح على وجوه الأهل تقديرا من الطالب لمجهوداتهم و تضحياتهم النفيسة».
اقتصرت دراسة عبدالله خلال فترات الدوام في المدرسة من 3 – 4 ساعات يوميا فيما بدأ معدل زيادة عدد الساعات الدراسية يرتفع بعد العطلة من 9- 10 ساعات يوميا مع وجود يوم خال من الدراسة يستغله عبدالله في الخروج مع الأصدقاء و الابتعاد عن ضغط الامتحانات.
يقول:» لقد كانت ثقة الأهل بحصولي على معدل جيد كبيرة مما ساهم في تخفيف الضغط و والقلق النفسي الذي يعاني منه بعض الطلاب جراء ضغط الأهل عليهم من اجل الدراسة لساعات مطولة», مشيرا إلى أن الطلاب الذين يطمحون لتحقيق معدلات عالية يعانون أيضا من نوع من الضغط الذاتي لتحقيق أحلامهم و طموحاتهم.
و عن متطلبات الحصول على معدلات عالية يقول إن «من أهم الأمور التي يجب على الطالب أن يأخذها بعين الاعتبار هو تنظيم الوقت و الابتعاد عن الكتاب عند الوصول إلى نسب ضئيلة من التركيز, كما يجب من الأهل توفير بيئة مناسبة للطالب بعيدا عن جميع الضغوطات». يتمنى عبدالله الحصول على منحة دراسية في أحدى الجامعات الغربية ذات السمعة الجيدة في مجال الطب حتى يتمكن من خدمة الوطن بالشكل الأمثل.