لماذا لا نقبل النصيحة ؟
الإثنين أغسطس 02, 2010 5:05 pm
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه، أما بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا لا نقبل النصيحة ؟
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ أَلَا تُصَلُّونَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَل﴾ [الكهف: من الآية54] )[ متفق عليه]
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث :
وَفِيهِ أَنَّ الْإِنْسَان طُبِعَ عَلَى الدِّفَاع عَنْ نَفْسه بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل , وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَاهِد نَفْسَه أَنْ يَقْبَل النَّصِيحَة وَلَوْ كَانَتْ فِي غَيْر وَاجِب .اهـ.
فالإنسان بطبيعته يحب المدح ويكره الذم، وقد قـال أَبو ذَرٍّ - رضي الله تعالى عنه - قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ ) [رواه مسلم]
ولكن ما دام أن الخطأ مكتوب على الإنسان لا محالة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ ) [ رواه الترمذي وحسنه الألباني] ، فما دمت لا يمكن أن تنفك عن الخطأ فإن المؤمن يُفَضِّل أن يكاشفَ بالخطأ الآن ويُبَيَّنَ له، فهذا أحب إليه من السكوت، الذي تكون عقوبته سوءًا عليه في الدنيا والآخرة.
إنه يدري أن ثمة اعترافاً سوف يكون منه في الدار الآخرة بالأخطاء كلها، والمنافقون والمشركون والكفار كلهم سوف يعترفون بأخطائهم يوم القيامة اضطراراً: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور:24] ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ﴾ [فصلت:22]، فهو اعتراف مفضوح لابد لهم منه.
لذلك يقول الأشهاد يوم القيامة: ﴿هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود:18] فيعترفون بالخطأ؛ بل يفضحون بالخطأ فضحا على رؤوس الأشهاد بعدما كانوا ينكرونه، ويقولون: ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:23] ويقولون كما قال الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جميعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ﴾ [المجادلة:18]، فيُفضحون على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.
أما المؤمن، فلأنه كان يعترف بخطئه في الدنيا، ويرجع عنه قريبًا ويحب أن يبيّن له؛ فإن الله تعالى يستره في الدار الآخرة، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم - فِي النَّجْوَى ( يُدْنو الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ٍ) [متفق عليه] .
وما دام أن الخطأ لابد منه، فإن قبول النصح من الكمال البشري ، وإذا كان النقص مركبًا فيه وهو جزء من طبيعته، فمن الكمال أن يعرف هذا النقص، ويعمل على تلافيه.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا لا نقبل النصيحة ؟
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ أَلَا تُصَلُّونَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَل﴾ [الكهف: من الآية54] )[ متفق عليه]
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث :
وَفِيهِ أَنَّ الْإِنْسَان طُبِعَ عَلَى الدِّفَاع عَنْ نَفْسه بِالْقَوْلِ وَالْفِعْل , وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَاهِد نَفْسَه أَنْ يَقْبَل النَّصِيحَة وَلَوْ كَانَتْ فِي غَيْر وَاجِب .اهـ.
فالإنسان بطبيعته يحب المدح ويكره الذم، وقد قـال أَبو ذَرٍّ - رضي الله تعالى عنه - قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ ) [رواه مسلم]
ولكن ما دام أن الخطأ مكتوب على الإنسان لا محالة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ ) [ رواه الترمذي وحسنه الألباني] ، فما دمت لا يمكن أن تنفك عن الخطأ فإن المؤمن يُفَضِّل أن يكاشفَ بالخطأ الآن ويُبَيَّنَ له، فهذا أحب إليه من السكوت، الذي تكون عقوبته سوءًا عليه في الدنيا والآخرة.
إنه يدري أن ثمة اعترافاً سوف يكون منه في الدار الآخرة بالأخطاء كلها، والمنافقون والمشركون والكفار كلهم سوف يعترفون بأخطائهم يوم القيامة اضطراراً: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور:24] ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ﴾ [فصلت:22]، فهو اعتراف مفضوح لابد لهم منه.
لذلك يقول الأشهاد يوم القيامة: ﴿هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود:18] فيعترفون بالخطأ؛ بل يفضحون بالخطأ فضحا على رؤوس الأشهاد بعدما كانوا ينكرونه، ويقولون: ﴿وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:23] ويقولون كما قال الله عز وجل: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جميعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ﴾ [المجادلة:18]، فيُفضحون على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.
أما المؤمن، فلأنه كان يعترف بخطئه في الدنيا، ويرجع عنه قريبًا ويحب أن يبيّن له؛ فإن الله تعالى يستره في الدار الآخرة، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم - فِي النَّجْوَى ( يُدْنو الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ٍ) [متفق عليه] .
وما دام أن الخطأ لابد منه، فإن قبول النصح من الكمال البشري ، وإذا كان النقص مركبًا فيه وهو جزء من طبيعته، فمن الكمال أن يعرف هذا النقص، ويعمل على تلافيه.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
- عاشق الاقصىالادارة
[
عدد الرسائل : 4532
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: لماذا لا نقبل النصيحة ؟
الإثنين أغسطس 02, 2010 5:13 pm
بارك الله بك وجزاك الله كل خير
اسعدني مروري على متصفحك العطر
دمت بحفظ الرحمن
اسعدني مروري على متصفحك العطر
دمت بحفظ الرحمن
- *زهرة المنتدى*الادارة
[/img] https://i.servimg.com/u/f30/12/70/69/64/rle62511.gif [/img]
عدد الرسائل : 5887
العمر : 31
الموقع : في بلاد الله الواسعة
تاريخ التسجيل : 20/12/2008
رد: لماذا لا نقبل النصيحة ؟
الإثنين أغسطس 02, 2010 9:09 pm
جزاك ربي الفردوس وبارك الله بك
تسلم الايادي ويعطيك الف عافية
تابع تالقك في سماء منتدانا الغالي
دمت بحفظ الرحمن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى