الخوف من المستقبل
الجمعة أغسطس 06, 2010 10:39 am
الخوف من المستقبل والقلق
إن راحة القلب وطمأنينته ، وسروره وزوال همومه وغمومه ، هو المطلب لكل أحد ،
وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ،
وأسباب طبيعية ، وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ،
وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه فاتتهم من وجوه أخرى .
وهذه جمله من الأسباب لهذا المطلب الأعلى الذي يسعى له كل أحد ،
فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيي حياةً طيبة ،
ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التُعساء ،
ومنهم من هو بين بين ، بحسب ما وفق له . فمن تلك الأسباب والوسائل :
1- الإيمان والعمل الصالح ....
وهو أعظم الأسباب وأصلها وأُسها ؛
قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه
حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
النحل/ 97 فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح
بالحياة الطيبة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة .
وسبب ذلك واضح : فإن المؤمنين بالله – الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح
المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة – معهم أصول وأُسس يتلقون
فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج ،
وأسباب القلق والهم والأحزان ..
فيتلقون المحاب والمسارّ بقبولٍ لها ، وشكر عليها ، واستعمال لها فيما ينفع ،
فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها ،
والطمع في بقائها وبركاتها ، ورجاء ثواب الشاكرين ،
أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرَّات التي هذه ثمراتها ،
ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته ،
وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بُدٌّ ،
وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة ، والتجارب والقوة ،
ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورٌ عظيمة تضمحل معها المكاره ،
وتحل محلها المسار والآمال الطيبة ، والطمع في فضل الله وثوابه ،
كما عبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح فقال :
" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن
رواه مسلم".
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره
وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره .
2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ..
. وهذا من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق ،
وبها يدفع الله عن البَرِّ والفاجر الهموم والغموم بحسبها ،
ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب ، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص
واحتساب لثوابه فيُهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ،
ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ، قال تعالى :
( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحٍ بين الناس
ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) النساء/114
ومن جملة الأجر العظيم : زوال الهم والغم والأكدار ونحوها .
3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب ، واشتغال القلب ببعض المكدرات :
الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ، فإنها تلهي القلب
عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه ،
وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ،
ففرحت نفسه وازداد نشاطه ، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره ،
ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي
يتعلمه أو يعلمه ، وبعمل الخير الذي يعمله .
وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه
فإن هذا أدعى لحصول المقصود النافع والله أعلم .
4- ومما يُدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ،
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي ،
ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ،
فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها ،
والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه
، يجمع جِدَّه واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ،
فإن جمع القلب على ذلك يُوجب تكميل الأعمال ، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن ،
والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء ،
فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد
في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله ، والتخلي عما كان يدعو لدفعه ؛
لأن الدعاء مقارنٌ للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ،
ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم
: " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ،
وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ،
ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم
. جمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال ،
والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار ،
وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ، ومشاهدة قضاء الله وقدره ،
وجعل الأمور قسمين
1- قسم يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه أو دفعه أو تخفيفه
فهذا يبذل فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده .
2- وقسم لا يمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويُسلم .
ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم .
- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله
فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ،
وزوال همه وغمه
قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب:الرعد 28
: فلذكر الله أثرٌ عظيمٌ في حصول هذا المطلوب لخاصيته ،
ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .
اللهم ازل عتا الهم والحزن واجعلنا من الذاكرين
*******
إن راحة القلب وطمأنينته ، وسروره وزوال همومه وغمومه ، هو المطلب لكل أحد ،
وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ،
وأسباب طبيعية ، وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ،
وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه فاتتهم من وجوه أخرى .
وهذه جمله من الأسباب لهذا المطلب الأعلى الذي يسعى له كل أحد ،
فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيي حياةً طيبة ،
ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التُعساء ،
ومنهم من هو بين بين ، بحسب ما وفق له . فمن تلك الأسباب والوسائل :
1- الإيمان والعمل الصالح ....
وهو أعظم الأسباب وأصلها وأُسها ؛
قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه
حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
النحل/ 97 فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح
بالحياة الطيبة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة .
وسبب ذلك واضح : فإن المؤمنين بالله – الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح
المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة – معهم أصول وأُسس يتلقون
فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج ،
وأسباب القلق والهم والأحزان ..
فيتلقون المحاب والمسارّ بقبولٍ لها ، وشكر عليها ، واستعمال لها فيما ينفع ،
فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها ،
والطمع في بقائها وبركاتها ، ورجاء ثواب الشاكرين ،
أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرَّات التي هذه ثمراتها ،
ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته ،
وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بُدٌّ ،
وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة ، والتجارب والقوة ،
ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورٌ عظيمة تضمحل معها المكاره ،
وتحل محلها المسار والآمال الطيبة ، والطمع في فضل الله وثوابه ،
كما عبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح فقال :
" عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن
رواه مسلم".
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره
وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره .
2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ..
. وهذا من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق ،
وبها يدفع الله عن البَرِّ والفاجر الهموم والغموم بحسبها ،
ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب ، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص
واحتساب لثوابه فيُهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ،
ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ، قال تعالى :
( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحٍ بين الناس
ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) النساء/114
ومن جملة الأجر العظيم : زوال الهم والغم والأكدار ونحوها .
3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب ، واشتغال القلب ببعض المكدرات :
الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة ، فإنها تلهي القلب
عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه ،
وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ،
ففرحت نفسه وازداد نشاطه ، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره ،
ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي
يتعلمه أو يعلمه ، وبعمل الخير الذي يعمله .
وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه
فإن هذا أدعى لحصول المقصود النافع والله أعلم .
4- ومما يُدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ،
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي ،
ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ،
فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها ،
والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه
، يجمع جِدَّه واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ،
فإن جمع القلب على ذلك يُوجب تكميل الأعمال ، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن ،
والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء ،
فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد
في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله ، والتخلي عما كان يدعو لدفعه ؛
لأن الدعاء مقارنٌ للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ،
ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم
: " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ،
وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ،
ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم
. جمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال ،
والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار ،
وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ، ومشاهدة قضاء الله وقدره ،
وجعل الأمور قسمين
1- قسم يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه أو دفعه أو تخفيفه
فهذا يبذل فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده .
2- وقسم لا يمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويُسلم .
ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم .
- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله
فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ،
وزوال همه وغمه
قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب:الرعد 28
: فلذكر الله أثرٌ عظيمٌ في حصول هذا المطلوب لخاصيته ،
ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .
اللهم ازل عتا الهم والحزن واجعلنا من الذاكرين
*******
رد: الخوف من المستقبل
الجمعة أغسطس 06, 2010 1:43 pm
اللهم ازل عتا الهم والحزن واجعلنا من الذاكرين
اللهم امين
ويارب يبارك فيك ويثيبك عما كتبت خير الثواب
اللهم امين
ويارب يبارك فيك ويثيبك عما كتبت خير الثواب
رد: الخوف من المستقبل
الجمعة أغسطس 06, 2010 8:08 pm
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى